241

============================================================

242 وروى أنه لما خلق الله تعالى آدم وذريته قالت الملائكة: يارب خلقتهم ياكلون ويشربون وينكحون، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة. فقال: وعزتى وجلالى لا أجعل ذرية من خلقت بيدى كمن قلت له كن فكان.

ومع هذه الكرامة، واختياره سبحانه وتجالى إياهم على الملائكة لما أخبر عن الروح أخبر عنهم بقلة العلم؛ وقال: (ويسالوئك عن الروح قل الروح ون أمر ربى...) الآية (1): قال ابن عباس: قالت اليهود للتبى : أخبرنا ما الروح؟ وكيف تعذب السروح فسى الجسد وإنما الروح من أمر الله؟

ولم يكن نزل إليه فيه شىء. فلم يجبهم فأتاه جبريل بهذه الآية.

وحيث أمسك رسول الله عن الإخبار عن الروح وماهيته بإذن الله تعالى ووحيه، وهو صلوات الله عليه معدن العلم وينبوع الحكمة، فكيف يسوغ لغيره الخوض فيسه والاشارة إليه،.

لا جرم، لما تقاضت الأنفس الإنسانية المتطلعة إلى الفضول، المتشوفة إلى المعقول، المتحركة بوضعها إلى كل ما أمره بالسكون فيه، والمتسورة بحرصها إلى كمل تحقيق وكل تمويه، وأطلقت عنان النظر فى مسارح الفكر، وخاضت غمرات معرفة ماهية الروح تساهت في التيه، وتنوعت آراؤها فيه، ولم يوجد الاختلاف بين أرباب النقسل والعقل فى شىء كالاختلاف فى ماهية الروح ولو لزمت التقوس حدها، معترفة بعجزها كان ذلك أجدر بها وأولى.

فأما أقاويل من ليس متمسكا بالشرائع فتننزه الكتاب عن ذكرها، لأنها أقوال أبرزتها العقول التى ضلت عن الرشاد وطيعت على الفساد، ولم يصبها نور الاهتداء ببركة متابعة الأنبياء، فهم كما قال الله تعالى: (كانت أعينهم فى غطاء عن يكرى وكائوا لا يستطيمون س (وقألوا قلوبنا فى أكنسة مما تدعونا آليه وفى آثاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب(2 (1) آية رقم 85 من سورة الإسراء.

(2) آية رقم 101 من سورة الكهف.

(3) آية وقم * من سورة فصلت.

Bogga 241