============================================================
22 وقيل: الخلوة أصل، والخلطة عارض فليلزم الأصل، ولا يخالط إلا بقدر الحاجة، وإذا خالط لا يخالط إلا بحجة، وإذا خالط يلازم الصمت، فإنه أصل والكلام عارض. ولا يتكلم إلا بحجة فخطر الصحبة كثيرا، يحتاج العبد فيه إلى مزيد علم والأخبار والآثار فى التحذير عن الخلطة والصحية كثيرة، والكتب بها مشحونة وأجمع الأخبار فى دلك ما أخبرنا به الشيخ الثقة أبو الفتح بإسناده السابق إلى أبى سليمان، قال: حدثنا مسلم ين سليمان التچار، قال: حدثنا محمد بن يونس الكريمى، قال: حدثتا محمد بن منصور الجشمى، قال: حدثنا مسلم بن سالم قال: حدثنا السرى بن يحيى عن الحسن، عن أبى الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله "ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذى دين دينه إلا من فر بدينه من قرية إلى قرية، ومن شاهق إلى شاهق، ومن حجر إلى حجر كالتعلب الذى يروغ، قالوا: ومتى ذلك يا رسول الله4 قال: (1إذا لم تثل المعيشة إلا بمعاصى الله، فإذا كان ذلك الزمان جلت العزوية")(1).
قالوا : وكيف ذلك يا رسول الله وقد أمرنا بالتزوج4 قال: "إنه إذا كان ذلسك الزمان كان هلاك الرجل على يد أيويه، قإن لم يكن له أبوان فعلى يد روجته وولده، قإن لم يكن له زوجة ولا ولد فعلى يد قرابته" قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال : اايعيرونه بضيق المعيشة فيتكلف ما لا يطيق حتى يوردوه موارد الهلكة).
وقد رغب جمع من السلف فى الصحبة والأخوة فى الله، ورأوا أن الله تعالى من على أهل الإيمان جيث جعلهم إخوائا فقال سبحانه: (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبمثم بنعمته إخوائا)(1) وقال تعالى: (هو الذى أيدك ينصره وبالمؤمنين وألف بين قلويهم لؤ أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلويهم ولكن الله ألف بينهم)(1).
وقد اختار الصحبة والأخوة في الله تعالى: سعيد بن المسيب، وعبد الله ين المبارك وغيرهما.
(1) رواه التسائى والترمذى.
(2) آية رقم 103 من سورة آل عمران.
(3) آيمة رقم 13 من سورة الأنقال.
عوارف المعارف ج2:
Bogga 224