============================================================
الباب الفخالق واالم شوون فى القول فى السماع رذا وانكارا قد ذكرنا وجه صحة السماع وما يليق فيه بأهل الصدق، وحيث كثرت الفتنة بطريقه وزالت العصمة فيه.
وتصدى للحرص عليه أقوام قلت أعمالهم، وفسدت أحوالهم، واكثروا الاجتماع للسماع، وربما يتخذ للاجتماع طعام تطلب النفوس الاجتماع لذلك، لا رغبة للقلوب فى السماع كما كان من سير الصادقين، فيصير السماع معلولا تركن إليسه النفوس طليا للشهوات، واستحلاء لمواطن اللهو والغفلات، وينقطع بذلك على المريد طلب المزيسد، ويكون بطريقه تضييع الأوقات وقلة الحظ من العبادات، وتكون الرغية فى الاجتماع طلئا لتناول الشهوة واسترواحا لأولى الطرب واللهو والعشرة، ولا يخفى أن هذا الاجتماع مردود عند أهل الصدق.
فكان يقال: لا يصح السماع إلا لعارف مكين، ولا يياح لمريه مبتدئ.
وقال الجنيد، رحمه الله تعالى، : إذا رأيت المريد يطلب السماع فاعلم أن فيه بقية للبطالة.
وقيل إن الجنيد ترك السماع، فقيل له: كنت تسمع قلم تمتنع؟ فقال: مع من؟ قيل له: تسمع أنت لنفسك؟ فقال: ممن؟
لأنهم كانوا لا يسمعون إلا من أهل مع أهل، فلما فقد الإخوان ثرك.
فما أختاروا السماع حيث اختاروه إلا بشرط وقيوي وآداب، يذكرون به الآخرة، ويرغبون يه في الجنة، ويحذرون من النار، ويزداد به طلبهم، ويحسن به أحوالهم يتفق لهم ذلك اتفاقا فى بعض الأحايين، لا أن يجعلوه دأبا وديدئا(1) حتى يتركوا لأجله الأوراد.
وقد نقل عن الشافعى، رضى الله تعالى عنه، أنه قال فى كتاب "القضاء: "الغناء لهو مكروه يشيه الباطل).
وقال: من استكثر منه فهو سفيه ثرد شهادته.
(1) عادة وطبعا.
Bogga 18