============================================================
12 روى عن وهب بن متبه قال: وجدت فى التوراة صفة آدم عليه السلام ((إنى خلقت آدم وركبت جسده من آربعة أشياء، من: رطب، ويابس، وبارد، وسخن، وذلك لأنى خلقته من التراب وهو يابس، ورطويته من الماء، وحرارته من قبل النفس، وبرودته من قبل الروح، وخلقت فى الجسد بعد هذا الخلق الأول أربعة أنواع من الخلق، هن ملاك الجسم يإذنى، وبهن قوامه فلا يقوم الجسم إلا بهن، ولا تقوم منهن واحدة إلا بأخرى منهن: الرة السوداء، والمرة الصفراء، والدم، والبلغم. ثم أسكنت بعض هذا الخلق فى بعض، فجعلت مسكن اليبوسة فى المرة السوداء، ومسكن الرطوبة فى المرة الصفراء، ومسكن الحرارة فى الدم، ومسكن اليرودة في اليلغم، فأيما جسد اعتدلت فيه هذه الفطر الأربع التى جعلتها ملاكه وقوامه فكانت كل واحدة منهن زبيا لا يزيد ولا ينقص كملت صحته واعتدلت بنيته، فان زادت منهن واحدة عليهن هزمتهن ومالت بهن ودخل عليه السقم من ناحيثه بقدر غلبتها حتى يضعف عن طاقتهن ويمجز عن مقدارهن.
قأهم الأمور فى الطعام أن يكون حلالا، وكل ما لا يذمه الشرع حلال، رخصة ورحمة من الله لعباده، ولولا رخصة الشرع كبر الأمر وأتعب طلب الحلال.
ومن أدب الصوفية: رؤية المنعم على التعمة، وأن يبتدئ بغسل اليد قبل الطعام، قال رسول الله : ("الوضوء قبل الطعام ينفى الفقر)).
وإنما كان موجئا لنفى الفقر؛ لأن غسل اليد قيل الطعام استقبال النعمة بالأدب، وذلك من شكر النعمة، والشكر يستوجب المزيد فصار غسل اليد مستجلبا للنعمة، مذهيا للفقر وقد روى أنس بن مالك، رضى الله عنه، عن النبى أنه قال: (امن أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه، ثم يسمى الله تعالى))(1).
فقوله تعالى: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه(2) تفسيره: تسمية الله تعالى عند ذيح الحيوان. واختلف الشافعى وأبو حنيفة، رحمهما الله تعالى، فى وجوب ذلك.
وفهم الصوفى مسن ذلسك، بعد القيام بظاهر التفسير: أن لا ياكل الطعام إلا مقروئ بالذكر، فقرئه فريضة وقته وأدبه. ويرى أن تناول الطعام والماء ينتج من إقامة النفس ومتابعة هواها، ويرى ذكر الله تعالى دوائه وترياقه.
(1) متفق عليه (2) آية رقم 121 من سورة الأثعام.
Bogga 151