============================================================
14 وقيل: إذا كان جماعة متوافقين أشكالا، وفيهم مريد يحثونه غلى الصيام، فإن لم يساعدوه يهتموا لإقكاره ويتكلفوا له رفقا به، ولا يحملوا حاله على حالهم، وإن كانوا جماعة مع شيخ يصومون لصومه ويفطرون لإفطاره إلا من يأمره الشيخ بغير ذلك.
وقيل: إن بعضهم صام سنين يسبب شاب كان يصحيه حتى ينظر الشاب إليه، قيتأدب به ويصوم بصيامه وحكي عن أبى الحسن المكى أنه كان يصوم الدهر، وكان مقيما بالبصرة، وكان لا يأكل الخبز إلا ليلة الجمعة وكان قوته فى كل شهر أربع دواتيق، يعمل بيده حبال الليف ويبيعها وكان الشيخ أيو الحسن بن سالم يقول: لا أسلم عليه إلا أن يفطر ويأكل.
وكان ابن سالم اتهمه بشهوة خفية له في ذلك، لأنه كان مشهورا بين الناس.
وقال بعضهم: ما أخلص لله عبد قط إلا أحب أن يكون فى جب لا يعرف.
ومن أكل فضلا من الطعام أخرج فضلا من الكلام.
وقيل: أقام أبو الحسن التنيسى بالحرم مع أصحابه سبعة أيام لم يأكلوا، فخرج بعض اصحابه ليتطهر فرأى قشر بطيخ، فأخذه وأكله، فرآه إنسان فاتبع أثره، وجاء برفق قوضعه بين يدى القوم، فقال الشيخ: من جنى منكم هذه الجثاية4! فقال الرجل: أنا وجدت قشر بطيخ فاكلته. فقال: كن أنت مع جنايتك ورفقك، أنا تائب من جنايتى، فقال: لا كلام بعد التوبة.
وكانوا يستحبون صيام آيام البيض، وهى: التسالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر روى أن آدم، عليه السلام، لما أهبط إلى الأرض أسود جسده من أتر المعصية، فلمسا تاب الله عليه أمره أن يصوم أيام البيض، فابيض ثلث جسده بكسل يوم صامه، حتى أبيض جميع جسده؛ بصيام آيام البيض. ويستحبون صوم النصف الأول من شعبان، وافطار نصفه الأخير وان واصل بين شعبان ورمضان فلا بأس به، ولكن إن لم يكن صام؛ فلا يستقيل رمضان ييوم آو بيومين.
وكان بكره بعضهم آن يصام رجب جميعه، كراهة المضاهاة برمضان، ويستحب صوم العشر من ذى الحجة والعشر من المحرم، ويستحب الخميس والجمعة والسبت أن يصام من الأشهر الحرم.
و ورد فى الخبر: "امن صام ثلاثة أيام من شهر حرام: الخميس والجمعة والسبت بعد من الثار سبعمائة عام" (1).
(1) رواه ابن ماجه والحاكم.
Bogga 145