Catb Jamil
العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل
Noocyada
الاعتبار بما كان من قرناء سلطان الترك عبد الحميد
وما على المنصف منا إلا أن يرجع إلى نفسه فيتذكر ما كان يقوله بعض علماء عصرنا في السلطان عبد الحميد سلطان الترك وفي ولاته المقربين لديه وما يشهدون لهم به من العدالة والفضل والنزاهة وحسن السيرة وما يشيدون به من المدائح فيهم ويصفونه من الكتب العريضة في مناقبهم استدرارا لأكفهم وطلبا للمنزلة عندهم ومن هو الذي ينكر أن الانتماء والأخذ عن المقربين من أهل الدولة وأتباعهم جاه ووجاهة ودرع حصينة وأن الإشادة بمدحهم وإذاعة ما يحبونه من حمد قوم وذم آخرين تجارة رائجة رابحة
وإذا تأمل المنصف ما أشرنا إليه يظهر له وجاهة ما ظنناه من وجود العذر للبعض خصوصا والفرق كبير بين تلك الأعصر وعصرنا وبين هؤلاء وأولئك وبين الاستبدادين
والذي يعجز الفطن المنصف عن إدراكه هو وجود عذر يصح اعتباره لمن لم يكن من أهل تلك العصور المظلمة بالظلم يسوغ لهم ما استمروا عليه من العكوف على الباطل إذ لم يبق ضرورة ولا حاجة فلا سيوف شاهرة ولا بدر حاضرة
وإما ما يتوقع حصوله من هرير جهلة المقلدين والمتعصبين للأشياخ وما ينبزون به من يصرح بالحق من الرفض والابتداع ومثله الوحشة من الانفراد عن الجماهير والرغبة في اقتفاء آثار أهل الطيالسة والمشيخة فجميع هذا وما في معناه مما لا يقيم له المنصف وزنا فضلا عن جعله عذرا
Bogga 115