191

أنه يظهر بعد حركة تمهيدية له. وعلى أن أصحاب الرايات السود من ايران يمهدون لدولته ويوطئون له سلطانه. وتتفق أيضا على الشخصيتين الموعودتين من ايران: السيد الخراساني أو الهاشمي الخراساني، وصاحبه شعيب بن صالح. إلى آخر ما ورد من أحاديثهم في مصادر الفريقين. ولكن مصادرنا الشيعية تضيف إلى الايرانيين ممهدين آخرين لدولة المهدي عليه السلام هم اليمانيون. كما توجد في مصادرنا أحاديث عديدة تدل بنحو مطلق على أنه تقوم قبل ظهوره عليه السلام دولة أو قوة أو كيان أو حركة ثائرة مجاهدة. مثل الحديث القائل " يأتي ولله سيف مخترط " إذا صح أنه موجود حيث أورده صاحب كتاب يوم الخلاص وذكر له خمسة مصادر ولم أجده فيها، وكذلك موارد عديدة ذكر لها مصادر ! رزقنا الله الدقة والامانة في النقل. ومثل حديث أبان بن تغلب عن الامام الصادق قال " سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق وأهل الغرب ! أتدري لم ذلك ؟ قلت لا. قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل ظهوره " البحار ج 52 ص 63، وهو يدل على أنه أهل بيته عليه السلام من بني هاشم وأتباعهم يكونو قد أزعجوا أهل الغرب والشرق قبله، حتى إذا فاجأهم ظهور المهدي عليه السلام فقدوا أعصابهم من هذه المصيبة الجديدة. وحديث روضة الكافي المتقدم في تفسير قوله تعالى " بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد " عن الامام الصادق عليه السلام قال " قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم، فلا يدعون وترا لال محمد صلى الله الله عليه وآله إلا قتلوه ". إلى غير ذلك من الاحاديث التي تدل على أن التمهيد له عليه السلام يكون بقوة عسكرية واعلامية عالمية حتى " يلهج الناس بذكره " كما في بعض الاحاديث. فأحاديث التمهيد اذن ثلاث مجموعات: أحاديث دولة أصحاب

--- [ 205 ]

Bogga 204