155

الحديثية تعطي رواياتها قيمة كبيرة بل يمكن القول بالاطمئنان إلى صحة ما صححه المفيد قدس سره لدقته وجلالة قدره، وكونه أقرب إلى المصادر والتابعين والائمة عليهم السلام، حيث توفي رحمه الله سنة 413 هجرية. أما ما يدل على قيام حكم اسلامي في العراق قبل السفياني فعمدته الاحاديث التي تدل على انتصار الممهدين الايرانيين في حربهم مع جبابرة العراق، من قبيل ما روي عن الامام الباقر عليه السلام قال " كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق، يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه. فإذا رأووا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا. ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم. قتلاهم شهداء. أما إني لو أدركت ذلك لابقيت نفسي لصاحب هذا الامر " البحار ج 52 ص 343. وحديث " تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء " الملاحم والفتن ص 43. والحديث المستفيض الذي رواه الفريقان وبعض أصحاب الصحاح عن النبي صلى الله عليه وآله قال " يخرج ناس من المشرق فيوطون للمهدي " يعني سلطانه. البحار ج 51 ص 87. فهذه الاحاديث وأمثالها وان لم تدل صراحة على قيام حكم اسلامي في العراق قبل ظهور المهدي عليه السلام ولكنها تدل على انتصار الايرانيين الممهدين انتصارا على مرحلتين كما سنذكره في محله، مما يرجح أن هدفهم في اسقاط حكم الجبابرة في العراق واقامة حكم اسلامي يتحقق. وتوجد روايات متفرقة تدل على ذلك أيضا ولكنها وردت مرسلة أو بأسانيد ضعيفة تذكر أن الايرانيين الممهدين يدخلون العراق ومدنه الهامة من جهة خانقين ومن جهة البصرة وينهون حكم الجبابرة، مثل رواية براثا

--- [ 168 ]

Bogga 167