Casriga Kacaanka: Hordhac Gaaban
عصر النهضة: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
مهما كان قرار الحاكم ينبغي قبوله بعقل هادئ وسعادة؛ لأن من باستطاعتهم هذا يكونون محبوبين لدى الحكام، ويتمتعون بالرفاهية هم وأقرباؤهم، وينالون تقديرا بأرقى المنازل.
بالنسبة لمعظم طلاب الحركة الإنسانية، كانت التأكيدات البلاغية للحركة الإنسانية بخصوص مفهوم جديد عن الفرد تؤدي في الواقع إلى التوظيف في هيئات الطبقة البيروقراطية الناشئة. وكان جوارينو يضمن أن الإذعان السياسي يتوافق مع المهارات العملية المطلوبة لمثل هذه المناصب. وكان هذا يضمن الرعاية المستمرة من جانب الصفوة للمدارس والجامعات التي تنشر مثل الحركة الإنسانية.
مكان المرأة هو بيت مؤيد الحركة الإنسانية
ربما يتوقع من لغة الحركة الإنسانية أن من شأنها تقديم فرص فكرية واجتماعية جديدة للنساء. لكن علاقة الحركة الإنسانية بالنساء كانت أكثر تناقضا؛ ففي أطروحة ليون باتيستا ألبيرتي التي تحمل عنوان «عن العائلة» (1444)، عرف رؤية مؤيد الحركة الإنسانية عن البيت الذي يملكه الرجال وتديره النساء كما يلي:
شئون البيت الصغرى أتركها لرعاية زوجتي ... فبالكاد سننال الاحترام لو أننا تركنا زوجاتنا تشغلن أنفسهن وسط الرجال في السوق أمام أعين الناس. كما يبدو من المهين إلى حد ما بالنسبة لي البقاء ساكتا في البيت بين النساء، عندما تكون لدي شئون ذكورية أقوم بها وسط الرجال والإخوة المواطنين، والأجانب من ذوي الشأن الرفيع.
إن ذلك الرجل البليغ خارج البيت يقف على طرف النقيض مع زوجته الصامتة داخل البيت، والتي تبقى «محبوسة في البيت». فتدريبها الوحيد يكمن في إدارة البيت، ولضمان محافظة الزوجة الناجحة على البيت، فإن الزوج يكشف كل محتوياته لها مع استثناء واحد، «كتبي وسجلاتي» فقط تبقى محفوظة في مكان آمن، و«هذه ليس فقط لا تستطيع زوجتي قراءتها، وإنما لا تستطيع حتى أن تضع يدها عليها». وقد أبدى ألبيرتي القلق من فكرة وجود «نساء جريئات ومقدمات يحاولن بجد شديد معرفة الأشياء خارج البيت، ومعرفة اهتمامات أزواجهن، واهتمامات الرجال بصفة عامة».
وقد أثر موقف ألبيرتي على ردود فعل الإنسانيين على سيدات الصفوة اللائي تحدين دورهن المحدد، وسعين لأن يكون لهن رسالة في التعليم الإنساني. فلم يرفضوا تماما سعي النساء للتعلم، لكنهم كانوا مصممين على ألا يتجاوز الأمر هذا الحد. ففي خطاب كتب في عام 1405 تقريبا، حذر ليوناردو بروني - بحسب هانز بارون البطل العظيم للحركة الإنسانية المدنية - من أن دراسة النساء للهندسة والحساب والبلاغة أمر خطير؛ لأنه «لو أن المرأة حركت ذراعها أثناء الحديث، أو رفعت نبرة حديثها بقوة أكبر، فسوف تبدو مجنونة بصورة خطيرة، وسوف يتطلب الأمر كبح جماحها». فكان بإمكان النساء تعلم رعاية النباتات وقواعد الذوق واللياقة والمهارات المنزلية، لكن المهارة الرسمية في الموضوعات التطبيقية التي تؤدي إلى الظهور العام والمهني فلم يكن مرحبا بها.
رغم هذا العداء، حاولت بعض النساء المتعلمات الحصول بصعوبة على مهن أكاديمية. فقد أكدت الكاتبة الفرنسية كريستين دي بيزان في «كتاب مدينة السيدات» (1404-1405)، على أن «من يلومون النساء حسدا هم الرجال الأشرار الذين رأوا وأدركوا أن هناك نساء كثيرات يتمتعن بذكاء أكبر، وبسلوك أرقى منهم». وفي ثلاثينيات القرن الخامس عشر، ردت إيزوتا نوجارولا من فيرونا على الهجمات المتعلقة بثرثرة النساء باقتراح أن «النساء لسن يفقن الرجال في الثرثرة، ولكنهن في الواقع يتفوقن على الرجال في الفصاحة والفضيلة».
ومع ذلك، كانت ترد مثل هذه الهجمات في المنشورات وفي الأحاديث العامة باعتبارها أحداثا جديدة أكثر من كونها أنشطة مهنية. ففي عام 1438، افترى مؤلف كتيبات مجهول على إيزوتا لمحاولتها «التعبير عن رأيها»، وخلط بين معرفتها وبين العلاقات الجنسية المتعددة، قائلا باحتجاج باستخدام تورية جائرة: إن «المرأة طليقة اللسان لا تكون عفيفة على الإطلاق». وفور عبور المرأة الخط الفاصل بين مكانة التلميذة النجيبة إلى مكانة الخطيبة أمام جموع الجمهور، كان رد فعل أنصار الحركة الإنسانية إما معاقبتها لعدوانيتها الجنسية، أو إرباك وتسفيه الحوار الفكري للمرأة باعتباره مجرد تبادلات غزلية بين المحبين.
لم تخلق الحركة الإنسانية في عصر النهضة بالضرورة فرصا جديدة للنساء. لقد كانت تشجع تعليم المرأة كزينة اجتماعية، وكهدف في حد ذاته، وليس كوسيلة للخروج من البيت إلى ساحات الجماهير. وكان المعلمون والتلاميذ الإنسانيون من الذكور يجاهدون بشق الأنفس للحصول على مناصب مهنية ومكانة اجتماعية. فكان احتمال أن تحقق النساء هذا الحضور العام تهديدا واضحا، ومصدر إحراج محتمل، وأمرا لا يطاق بالنسبة للرجال. ومع ذلك، فإن فن خطابة الحركة الإنسانية في عصر النهضة قد أثنى على فضائل التعليم والفصاحة، وكلما كان الأمر ممكنا كانت النساء تحاول الاستفادة من الفرص التي تتيحها هذه التطورات. فإذا كانت النساء قد حظين بعصر نهضة، ففي الغالب كان هذا رغما عن إرادة نظرائهن من الذكور من الإنسانيين.
Bog aan la aqoon