بيعة لولي العهد أحكمها
بالنصح منه وبالإشفاق والحدب
قد وكد الفضل عقدا لا انتقاض له
لمصطفى من بني العباس منتخب
ولما تناهى الخبر إلى الرشيد بذلك، وبايع له أهل المشرق بايع وكتب إلى الآفاق فبويع له في جميع الأمصار، فقال أبان اللاحقي في ذلك:
عزمت أمير المؤمنين على الرشد
برأى هدى فالحمد لله ذي الحمد
ويقول لنا اليعقوبي في هذا الصدد: إن هارون بايع لابنه محمد بالعهد من بعده سنة 175ه ومحمد ابن خمس سنين، وأعطى الناس على ذلك عطايا جمة، وأخرج محمد إلى القواد، فوقف على وسادة فحمد الله وصلى على نبيه، وقام عبد الصمد بن علي فقال: أيها الناس، لا يغرنكم صغر السن، فإنها الشجرة المباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء. وجعل الرجل من بني هاشم يقول في ذلك حتى انقضى المجلس، ونثرت عليهم الدراهم والدنانير وفأر المسك وبيض العنبر.
ويقول لنا الطبري في حوادث سنة اثنتين وثمانين ومائة: إن فيها كان انصراف الرشيد من مكة، ومسيره إلى الرقة، وبيعته بها لابنه عبد الله المأمون بعد ابنه محمد الأمين، وأخذ البيعة له على الجند بذلك بالرقة، وضمه إياه إلى جعفر بن يحيى، وأنه قد بويع له بمدينة السلام حين قدمها، وولاه أبوه خراسان وما يتصل بها إلى همذان، وسماه المأمون. وقد قال في ذلك سلم بن عمرو الخاسر:
بايع هارون إمام الهدى
Bog aan la aqoon