Jacaylka Badawiga
العاشق البدوي
Noocyada
قلت مندهشا: وين؟
قالت ببرود وهي تحملق في وجهي دارسة إياه بالطريقة القاسية التي أعرفها فيها: إثيوبيا ثم أستراليا.
قلت وبدأت أحس بالرعب يسري في عظمي، محاولا في نفس الوقت ألا أبدو كذلك: قال ليك منو؟
قالت ولا تزال عينها في عيني: سمعك زول تتحدث بالموبايل.
بكل أنفه قمت من مقعدي، وبحركة مسرحية قلت: نعم، قلت، ما قال ليك إننا جادين ولا كنا بنهزر ونضحك! - ما قال لي، قول لي أنت!
قالتها في غنج وهي تهز كتفها: أنت رأيك شنو؟
قالت مدعية البراءة بصورة فجة وواضحة: أنا سمعت ما سمعت وأنت عليك تفسر ما قلت، كدا ببساطة، وأقول ليك أنا بصدق كلامك أنت اللي تقوله الآن قدامى وبس، في أكثر من كدا.
يبدو أنها كانت متأكدة مما تقول، وأنها افتعلت مسألة من سمع افتعالا، وأن لديها مصادر أخرى أكثر قوة ودلالة، وأنا أعرف نوار سعد عندما تكون قوية وعندما تكون في موقف ضعف، هي الآن في موقف قوة، وذلك من انبساط وجهها، ولبسها القصير جدا، والتحدث من غير أن تستخدم أصابعها في حركة جفونها، وعليك يا أمين أن تكون صاحيا دقيقا، قلت لها محاولا استطالة الحوار أو البحث عن منفذ: أنت تعرفي أن سابا متزوجة مش كدا؟ هل حأسوقها مع زوجها أو أطلقها منه؟
قالت ببرود وهي ترفع كتفيها إلى أعلى: دا شيء تحدده هي وأنت!
عندما طرق الباب تأكد لي أنني نجوت، فانطلقت أفتحه وجدت أمامي الشيخ طه يحمل ما يدعي أنها بنته على كتفه في حنان دافق، التي هي بنتي أنا بحق وحقيقة، وأستطيع أن أؤكد ذلك وخاصة بعد اكتشاف خارطة الجينوم البشري. حيا بحرارة ثم جلس، قالت له نوار: أمين قال الكلام حقيقة وهو حيأخذ سابا معه للخارج، وربما تزوجها هناك أو عاشوا سوا كدا.
Bog aan la aqoon