Jacaylka Badawiga
العاشق البدوي
Noocyada
قلت له مغتاظة: حا أقتلك إذا خرجت حية من هنا.
ابتسم وهو يقول: حتخرجي حية من هنا، وأنا أعرف وما حتقتليني، ما تقدري تقتلي نملة، المهم تعرفي أنا بحبك وما أخليك، كوني مثل صاحباتك هم الآن أحرار، وأخير ليك تفضلي معاي، كوني مثل صاحباتك هم الآن يستمتعوا بكل لحظة يقضوها هنا، وحياتهم الليلة أكثر سعادة من الأول ... حرية تامة هنا ... أي شيء هنا بدون ذنب، ذنبك كله علي وعلى الحكومة، أنا قبلان أنو أدخل النار عشانكم. فأنت سجينة في يد غيرك وتصرف غيرك، وذنبك برضو على غيرك ... هي فرصة إنك تعملي أي شيء كنت محرومة منه ... وأنا ماشي وما عايز رد الآن ... فكري في الموضوع.
كنت أحس أنه يسخر مني، وهذا فصل من التعذيب آخر، قتل الروح المعنوية وتدمير الذات، كان كلامه ينخر في عظمي كالسوس. وذهب.
يبدو أن المكان الذي نحبس فيه الآن معتقل كبير عتيق، ولو أننا لا نرى منه غير الحجرة التي نشغلها، ولا نعرف غير الذين هم نحن، ولا يمر علينا من السجانين غير اثنين: الشرطي الوسيم والآخر، ولو أننا نسمع كثيرا من الأصوات ليلا ونهارا، كنا فيما يشبه قاعة كبيرة في عمارة شاهقة، وكان هذا إحساسنا جميعا، ربما كنا في الطابق الرابع أو الخامس، نسبة لما يبدو حركة بشر وأصوات تأتي من تحتنا.
كان شميم المكان هو الموت، أصواته نواح وألم، ملمسه جثث باردة، منظره حزن عميق ومأساة، كان كل شيء فيه يثير غرائز النهاية والاستسلام.
سجن وسجان
أخذت سارة حسن إلى الجزء الجنوبي من المحراب، الجزء الذي له مكانة خاصة عند المختار حيث القطية الكبيرة، قطية الروح، محاطة بشجر عرديب كثيف شديد الخضرة، حدثتني عن أشياء تعجبها في نوار سعد، ودرس تعلمته في السجن.
وقالت أن علاقة نوار سعد بأمين محمد أحمد هي ذات العلاقة بين سجين وسجان، الفرق هنا أن السجين هو أمين محمد أحمد والسجان هو نوار سعد، والسجن ليس إلا فكرة ملحة في ذهن كليهما. قرأنا معا ما كان مكتوبا على بوابة المحراب من طواسين الحلاج:
لو علمت أن السجود لآدم ينجيني ...
لسجدت.
Bog aan la aqoon