192

Casal Musaffa

العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى‏ - الجزء1

Noocyada

129- [قال العاصمي:] وهذا كما قال ابن مسعود: « [إن] القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة» (1).

130- ومنها: حكي ذم رجل الدنيا عند علي بن أبي طالب، فقال علي رضى الله عنه:

« [الدنيا] دار صدق لمن صدقها، ودار نجاة لمن فهم عنها/ 134/ ودار غناء لمن تزود منها، مهبط وحي الله، ومصلى ملائكته، ومسجد أنبياء الله، ومتجر أوليائه، ربحوا فيها الرحمة واكتسبوا فيها الجنة.

فمن ذا يذمها؟ وقد اذنت ببينها ونادت بفراقها، وشبهت بسرورها السرور، وببلائها البلاء، راحت بفجيعة (2) وابتكرت بعافية تحذيرا وترغيبا وترهيبا.

فذمها أقوام غداة الندامة (3)، ذكرتهم فلم يذكروا وحدثتهم فلم يصدقوا، وحمدها آخرون ذكرتهم فذكروا وحدثتهم فصدقوا.

فأيها الذام للدنيا، المغتر بتغريرها (4)، المنخدع بأباطيلها، المعلل نفسه [بأمانيها]، متى خدعتك الدنيا؟ أم متى استذمت إليك؟ [أ] بمصارع آبائك في الثرى؟ أم بمضاجع أمهاتك في البلى؟ كم مرضت بيديك؟ وعللت بكفيك، تطلب له الشفاء؟ [و] تستوصف له الأطباء؟ ثم لم ينفعه شفقتك، ولم تسعف له بطلبتك [و] لم ينفعه دواءك، ولم يغن عنه أطباؤك (5) [قد] مثلت

Bogga 221