الفصل الأول: في ذكر النزول
اعلم أن أولى ما يبتدأ بالتكلم فيه من هذه السورة، وأهمها عند العقل والبصيرة، الكلام في نزول هذه السورة، فإن الناس قد تكلموا فيه وكثرت نتائجه وحواشيه، فمن قائل انها مكية النزول وإذا كانت مكية فلا يستقيم القول بأنها نزلت في المرتضى وسبطيه لأنه تعالى قال: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا .
قالوا: وكيف يستقيم ذلك وإن أصحاب الرسول ما داموا بمكة، فإنهم كانوا في ذل وإسار، وضعف وصغار، حتى اضطرهم ذلك إلى الانتشار وتخلية الدار، والهجرة إلى الحبشة وإلى الأنصار، كما هو مشهور عند أهل التاريخ والأخبار، وكما/ 21/ ذكر عن عمار بن ياسر وأبويه، وقول النبي صلى الله عليه لهم حين كان يمر بهم: «صبرا يا آل ياسر»، وكذلك سائر المعذبين في الله سبحانه، وقد كانوا يضربون بلالا ويسحبونه على وجهه بحبل شد في رجليه و[هو] يقول: أحد أحد، فكيف كان تكون لهم أسارى وإنهم قد كانوا بما ينالهم من المشركين حيارى، كفاك ما قد كان يحل برسول الله صلى الله عليه من الضرب والخنق والسب.
9- أخبرنا أحمد بن إسحاق بن جمع قال: أخبرنا الشيخ محمد بن صاحب (رحمه الله) قال: أخبرنا مكحول بن الفضل، عن محمد بن الوارث، عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال: حدثنا عمي، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن
Bogga 30