قال ضرغام: «عرفت ذلك أثناء غيابك من سامان أخيها.»
فتغير وجه وردان عند سماع اسم سامان، وقال: «سامان هنا؟ أين هو؟ أين هو؟ لأقبض روحه ... لعنه الله من منافق.»
فاستغرب ضرغام غضبه وقال: «ولماذا تريد قتله، ماذا فعل؟»
قال: «سأقص عليك فعله وإنما أرجو أن تخبرني عما قصه هو عليك.»
قال: «أخبرني أنه خرج من فرغانة مع أخته فرارا من الأفشين، فلقيهم اللصوص في همذان فأسروا جهان وقهرمانتها ونجا هو ليخبرنا.»
قال: «فأنت عالم بما فعل اللصوص. بقي علي أن أخبرك عما فعله هذا اللعين اليوم: سرت أمس لأتمم مهمتي في البحث كما أمرتني، فلم أستطع إلا صباح اليوم؛ إذ لقيت صديقي فقص علي الخبر. وبينما هو يكلمني لمحت سامان مارا على فرسه يطلب عرض البر ولم أتحققه، فسألت صاحبي في شأنه فأخبرني بأنه هو بعينه وأنه جاء البارحة في أواخر الليل واجتمع بالأفشين، وقص عليه خبر اختطاف جهان، ولكنه جعل الذنب في ذلك لك، وأساء القول فيك، ولم أعلم ذلك إلا بعد أن غاب عن بصري ولم يبق سبيل إليه، ولولا فراره لضربت عنقه، أو قتلته خنقا، قبحه الله من أجرود لئيم.»
وكان ضرغام قد لمس من قبل نفاق سامان وسوء نيته؛ فأصبح لا يصدق شيئا من أقواله، ولكنه لم يستطع تكذيبه في اختطاف جهان فقال: «قد عرفت نفاق هذا الشاب من قبل، ولكن هل تظنه كاذبا فيما رواه عن اختطاف جهان؟»
وجاءت الأخبار أثناء ذلك بقيام بابك واستفحال أمره فأصدر الخليفة أمره إلى الأفشين بالسفر مع جنده إلى أردبيل، ولم يتسن لضرغام الاجتماع به.
الفصل الخامس عشر
فراق فرغانة
Bog aan la aqoon