قال: «هذا أمر منوط برأيك، فهي لا تخالف لك رأيا، وكنت قد عزمت على البقاء هناك حتى تنقضي عدة الحداد فأعقد القران وآتي بها إلى هنا. فجاء أمر الخليفة يستعجلني الرجوع، ولقيتها قبل سفري فحبذته على أن نعمل بما نراه بعد ذلك.»
فأبرقت أسرة آفتاب وابتسمت وقالت: «أحمد الله على هذا التوفيق وأطلب إليه أن يتم نعمته عليك بما في خاطري لتكون أسعد الناس.»
فعلم أنها تشير إلى سر أبيه فقال: «إني أسعد الناس بك. ولكن ...»
فخافت أن يستأنف سؤالها عن أبيه فقطعت كلامه وقالت: «لماذا استعجل الخليفة بقدومك؟»
قال: «لم أعلم بعد، ولعله سيرسلني في مهمة عسكرية. هل علمت شيئا عن هذا؟»
قالت: «لم أسمع شيئا في غيابك؛ لأني لم أكن أعلم أحدا غير مسعودة.»
فقال: «وهل بعث في طلب الأفشين أيضا؟»
قالت: «لا أدري. أين هو الأفشين الآن؟ أليس في سامرا؟»
قال: «كلا إني لقيته في فرغانة.»
فأطرقت كأنها تفكر في أمر خطر لها ثم قالت: «إن الأفشين كان صديقا حميما للمرزبان. هل شهد موته؟»
Bog aan la aqoon