قالت: «سأفعل ذلك يا مولاتي ... ومتى السفر؟»
قالت: «في أقرب وقت. وقبل انقضاء عدة الحداد وهي لا تزال طويلة وسأحدده لك. إنما أرجو منك أن تعدي ما ينبغي حمله من الأمتعة فإننا على سفر طويل.»
فأشارت برأسها مطيعة وسكتت تنتظر ما يأتي به الغد، وإن كانت لا تتوقع رجوع جهان عن عزمها لما خبرته من إقدامها وثباتها وحزمها فتركتها في الغرفة وحدها وخرجت.
قضت جهان بقية اليوم تفكر في أخيها سامان لاحتياجها إلى صحبته في ذلك السفر الطويل وهي تعلم أنه لا يقل عنها رغبة فيه. وأصبحت في اليوم التالي فإذا سامان يقرع باب غرفتها فابتدرته بالعتاب على غيابه فقال: «إذا كان غيابي عنك يوما واحدا قد أقلقك فكيف إذا غبت عنك أشهرا؟»
قالت: «هل اعتزمت السفر؟»
قال: «وفيم الإقامة ببلد حرمت من خيراته فأنا غريب بين أهلي! أما أنت فإنك وريثة القصر والمال فامكثي ودعيني أضرب في الأرض.» قال ذلك وهو يتظاهر بالحزن فلم يفتها قصده ولكن سفره وافق هواها فقالت: «وما قولك إذا سافرنا معا؟»
قال: «أعازمة على السفر أيضا؟»
قالت: «نعم.»
قال: «لا أرى باعثا على شكرك إلا إذا كنت تقصدين العراق وهناك ضرغام حبيبك.»
قالت: «نعم أنا عازمة على السفر إلى العراق. وأنت؟»
Bog aan la aqoon