فدخل سامان وعيناه تذرفان الدموع وقد احمرتا من البكاء، ولما أقبل عليها ترامى بين يديها وهو يبكي، فشغلها بذلك عن تعنيفه. ولم تفهم سبب بكائه فابتدرته قائلة: «ما بالك؟ ما الذي يبكيك؟»
قال وصوته مختنق من البكاء: «لا أدري ...»
قالت: «كيف لا تدري ... قل ... قل!»
فلم يجبها وسكت وجعل يمسح دموعه بكمه وهو مطرق، فقالت: «من أين أتيت؟» قال: «من سامرا.»
فقالت: «وكيف ضرغام؟ هل لقيته؟» فلما ذكرت ضرغاما عاد إلى البكاء فاختلج قلبها في صدرها ووقفت فجأة وصاحت فيه: «قل ما بالك؟ كيف ضرغام ... أين هو ؟»
فتراجع وأمسك بيدها كأنه يستمهلها حتى يسكن روعه ثم قال: «لا أعلم أين هو.»
قالت: «ألم تقل إنك كنت في سامرا؟»
قال: «نعم كنت فيها. ولكنه ليس هناك.»
فقالت: «ضرغام ليس في سامرا؟»
قال: «نعم يا أختي ليس هناك، وقد سألت الناس كافة فلم أجد بينهم من يعلم أين هو.»
Bog aan la aqoon