قال بعد أن قرأ البرقية: «فخامة السلطان، إنني آسف جدا لمقاطعة حديثنا مع الآنسة كوهين، ولكن أمرا عاجلا غاية في الخطورة قد طرأ الآن .»
تقدم أحد الحراس كي يقود إلينورا خارج الغرفة، ولكن السلطان رفع يده مستوقفا إياه. «يمكنها أن تبقى، فأعتقد أن هذا الأمر لن يستغرق أكثر من بضع لحظات، ولا أحب أن أترك ضيفتنا تنتظر بالخارج.»
قال جمال الدين باشا: «نعم يا فخامة السلطان، بالطبع.»
بسط البرقية على مفكرته وقرأها لنفسه مرة أخرى قبل أن يلخص محتواها للبلاط. «تبلغنا البحرية الملكية الألمانية بأن السفينة ميسودي ما زالت تتعرض لمضايقات من زوارق الطوربيد الروسية حتى بعد انسحابها في اتجاه سينوب، وهم يقولون إنهم قد قاموا بمحاولات عديدة للاتصال بالقادة البحريين الروس في كل من سيفاستوبول وسانت بطرسبرج بلا جدوى، ويبدو من الصمت الروسي أن ذلك عدوان رسمي.»
تنهد عبد الحميد وضغط على قصبة أنفه. «إن هذه البرقية مرسلة من الجنرال فون كابريفي نفسه، وهو يقول إنه يتفهم دقة الموقف ويحترم سيادتنا لأقصى الحدود، ولكنه يكرر توصيته بالرد العنيف.»
سأل السلطان: «وبم توصي أنت؟» «أوصي بإعطاء قبطان ميسودي الحرية في الاستجابة بالكيفية التي يراها مناسبة؛ فزوارق الطوربيد الروسية الجديدة بها بعض الأسلحة، ولكنها لن تصمد أمام نيران سفينة حربية مدرعة.» «أليس ثمة خيارات أخرى؟» «أجل، لا أرى أمامي أي خيارات أخرى. أدرك أنك تتحفظ بشأن الطوربيدات الروسية يا فخامة السلطان، ولكن تلك السفن قد أصبحت داخل المياه العثمانية. وإذا لم نرد على العدوان على المياه الإقليمية، فسوف نفقد مكانتنا في البحر الأسود، وإذا لم نفعل أي شيء فسوف ينم ذلك عن الخوف بالنسبة إلى سانت بطرسبرج وبرلين أيضا.»
فكر السلطان للحظة في نصيحة الصدر الأعظم، ثم التفت إلى صف الوزراء على يساره. «هل تتفقون جميعا مع جمال الدين باشا؟»
ارتفع خليط من الهمهمة بالموافقة وهز الرأس. عقد عبد الحميد حاجبيه وأمسك بحافة قفطانه، وبدا أنه نسي نفسه وهو يتحسس طراز القماش، ثم رفع رأسه ونظر إلى إلينورا. «وأنت ما رأيك؟ بم توصين؟» «أنا؟» «نعم، بصفتك ساكنة قديمة لمقاطعات البحر الأسود ودارسة للتاريخ، بم توصين؟»
سعل الصدر الأعظم بقوة في يده ودون بضع كلمات في مفكرته.
قالت إلينورا: «لا يمكنني أن أقول إنني أفهم الوضع جيدا.»
Bog aan la aqoon