اتكأ الصدر الأعظم للخلف على وسائد الأريكة كما لو كان يمعن النظر في العرض. «توجد بضع شفرات مستعصية.» «بقليل من التدريب سوف تصبح الآنسة كوهين خبيرة ماهرة في فك الشفرات، سوف يصبح فك الشفرة بالنسبة إليها في نفس سهولة تعلم لغة جديدة.»
فقال جمال الدين باشا وهو يدون بضع كلمات في المفكرة السوداء الصغيرة التي يحتفظ بها دائما: «وماذا عن أقاربها؟ أعلم أنها تعيش مع منصف بك، ولكن هل لديها أي أقارب في كونستانتسا؟»
فقال الكاهن مولر: «والدها متوفى، وأعتقد أنني سمعت ذات مرة ذكرا لخالة أو زوجة أب، ولكنها هامشية التأثير.»
فتساءل الصدر الأعظم: «هل من شيء آخر يجب أن نعرفه عنها؟ ما هي انتماءاتها السياسية؟»
فقال الكاهن: «حسب معلوماتي ليس لها أي انتماءات سياسية، فهي ما زالت مجرد طفلة.» «نعم، أفترض ذلك.»
فقال الكاهن: «ثمة شيء واحد آخر ربما تود معرفته عن الآنسة كوهين. إنها تحتفظ بخواطرها ومشاعرها لنفسها، وهي خصلة استشرت فيها عن طريق رفضها الحديث.»
رفع جمال الدين باشا حاجبيه مشجعا الكاهن على استكمال حديثه. «إنها لم تتفوه بكلمة منذ وفاة والدها في الحادث.»
حرك جمال الدين باشا شفتيه قليلا ثم كتب بضع ملاحظات أخرى في مفكرته ونهض واقفا. يبدو أن المقابلة انتهت. أخرج رزمة من جيب عباءته وسلمها إلى الحارس الأقرب إليه، الذي اتجه بدوره إلى الناحية الأخرى من الغرفة وأعطاها إلى الكاهن.
قال الصدر الأعظم: «آمل أن يعوضك هذا عن متاعبك، يجب أن يغطي الدخل الذي فقدته بانتهاء الدروس، بل يزيد عليه.»
كانت الرزمة الجلدية الصغيرة تبدو أثقل من المعتاد. «شكرا لك يا جمال الدين باشا، ذلك من دواعي سروري.»
Bog aan la aqoon