فقال جمال الدين باشا: «يمكننا دفع التعويض الذي طالبوا به، ولكنني أشك أن ذلك سيعمل على تهدئتهم. أعتقد أنهم سوف يصابون بالضيق الشديد، ولو ترامى إلى مسامع الصحف الأوروبية ما حدث في نوفي بازار فسوف تعاد فظائع بلغاريا مرة أخرى.»
صمت السلطان لحظة وارتفع صوت قرقرة معدته.
ثم قال أخيرا مغيرا الموضوع: «دعنا نر كيف سيستجيب القيصر. والآن أخبرني ببعض الأخبار الطيبة. ما مدى التقدم الذي يحرزه جواسيسنا؟»
كانت العمليات السرية هي الملعب الشخصي لجمال الدين باشا، وطالما كان يمكن الاعتماد عليه كي يصف نجاحاته في هذا المجال.
قال الصدر الأعظم: «لدينا أخبار طيبة بالفعل فيما يتعلق بهذا الجانب؛ فقد تمكن رجالنا الأسبوع الماضي من فض اجتماع ثوري في بيوجلو.»
هز السلطان رأسه.
فتابع الصدر الأعظم قائلا: «قد يكون من المهم أيضا أن تعلم أن الشفرة التي قادت رجالنا إلى ذلك الاجتماع قد فكت رموزها فتاة صغيرة يتيمة عمرها ثماني سنوات.» «فتاة صغيرة؟!» «تدعى الآنسة إلينورا كوهين، وهي ابنة تاجر منسوجات يهودي من كونستانتسا، ويبدو أنها موهوبة حقا. على أي حال فقد توفي والدها في حادث السفينة، وهي تعيش الآن مع منصف باركوس بك.»
فردد السلطان: «منصف بك؟! أكان ذلك أحد اجتماعاته؟»
فابتسم جمال الدين باشا قائلا: «نعم، بالمصادفة، أو ربما كلا. بالطبع، فإن تنظيم اجتماع ثوري لا يكفي لتوجيه تهم ضد شخص ذي نفوذ مثل منصف بك، ولكننا سوف نضع ذلك في ملفه.» «وكيف تمكنت الفتاة من فك الشفرة إذا كانت تعيش معه؟»
فقال الصدر الأعظم: «حسنا، إن أحد رجالنا هو معلمها الخاص، وقد أحضر الشفرة لها في الدرس وأخبرها بأنها أحجية.»
Bog aan la aqoon