ثم قال: «أنا واثق من أنني وإيلي سوف نتمكن من شغل وقتنا، ربما نزور برج العذراء أو قلعة روملي.»
فقال البك وهو يلقي زهري النرد رابحا اللعبة: «كلا، ما أعنيه أنني أرغب في أن تنضم إلي أنت والآنسة كوهين، فلست أحضر تلك المناسبات عادة، ولكنني ظننت أنكما ربما تستمتعان بها، وأؤكد لكما أن ذلك لا يعد إزعاجا. هذا حقيقي بالفعل في الظروف العادية. أعني أنني ما كنت لأحضر تلك المناسبة، ولكن من المفيد لي أن أظهر في الأوساط الاجتماعية.»
التقط يعقوب إحدى زهري النرد ونقر بظفر إبهامه عليه.
ثم قال وهو ينظر إلى إلينورا كي يتأكد من موافقتها على ما يقول: «إننا نقدر بالفعل كل ما قمت به من أجلنا، وأعلم أن كلينا حزين لمغادرة إسطنبول.»
قطبت إلينورا عينيها وأمالت رأسها. كانت تعلم طوال الوقت أنهما سيضطران لا محالة إلى مفارقة البك وإسطنبول والنمط اليومي الذي اعتادت عليه سريعا، ولكن إدراك المرء أنه يتحتم عليه المغادرة يختلف تماما عن المواجهة بالرحيل الوشيك. فكل منا سوف يرحل مغادرا هذا العالم يوما ما، ولكن من منا مستعد للرحيل؟ نظرت إلينورا للأسفل نحو حذائها الجلدي الأسود الجديد وقرعت كعبي الحذاء معا. «هل تلعب معي يا بابا؟»
لم تسأل لأنها ترغب في اللعب، بل لأنها خشيت أن تكون تلك فرصتها الأخيرة للعب على لوح البك. وبينما ظل السؤال عالقا في الأثير بينهما، تزاحمت في عقلها فرص أخيرة أخرى واحتمالات بعيدة، ولكن ما من مرات أخرى.
فاعترض البك قائلا: «سوف ألعب معك أنا، وذلك إذا لم تمانع يا يعقوب.» «بالطبع لا أمانع، فلا ضير في القليل من لعبة الطاولة، كل ما في الأمر أنهما كانا أسبوعين حافلين.»
قال البك: «بالطبع»، ثم أدار المائدة وشرع في الإعداد للعب مرة أخرى. «هل أنت متأكدة من أنك تفهمين قواعد اللعبة جيدا؟»
فقالت إلينورا وهي تحدق بشدة إلى اللوح: «نعم، أعتقد ذلك.»
ناولها زهري النرد فأخذتهما، وبعد لحظة صمت استشعرت فيهما ملمس العاج البارد في راحة يدها. ألقت بالزهرين، فحصلت على واحد-اثنين، وهو أسوأ استهلال ممكن. ألقت نظرة على والدها، ومالت للأمام. فكرت في الخيارات المتاحة لديها، ثم حركت إحدى القطع ثلاث خانات لليسار.
Bog aan la aqoon