فكت إلينورا تشابك يديها وتخللت شعرها بأصابعها. كان سؤالا خطيرا بالفعل، وقد أصابها بالمفاجأة إلى حد ما. كانت ثمة احتمالات وعواقب كثيرة كي تفكر بها. حاولت أن تفكر في الأمر، ولكن بينما كانت تفعل سيطر عليها شعور ثقيل كأنها في دوامة، شعور لا يشبه فقدان الوعي الذي أصابها قبل النوبة السابقة، فطرفت بعينيها وتمالكت نفسها. «وماذا عن البك؟» «البك؟ إن كل ما أظنه أن البك سوف يواصل حياته كما كان يفعل قبل قدومك.» «ألن يستاء؟»
بدا السلطان حائرا إلى حد ما. «لا يمكنني أن أتنبأ برد فعله، ولكنني أذكرك أن هذا القرار يخصك وحدك. ورغم أنني أتفق معك في ضرورة التفكير في المحيطين بنا، فمن المهم أن تتذكري مصلحتك الشخصية.»
فهزت رأسها بالموافقة على رأيه. «وماذا سيحدث لي إذا لم أوافق على العيش في القصر؟»
قال السلطان: «حسنا، لا أحد يعلم بالضبط، ولكن هذا سؤال بارع؛ فهو يوضح أنك تفهمين موقفك جيدا.»
توقف وهو يلوك في فمه قطعة من الكراميل. «أظن أنك تعلمين أن خالتك في طريقها إلى إسطنبول، وأدرك أنها تنوي إعادتك معها إلى كونستانتسا. وبالطبع فإذا اخترت العيش في القصر فسوف نجري ترتيبات أخرى لها.»
بينما كان السلطان يتحدث عن الحياة في القصر ومقتنيات المكتبة الملكية، توجهت عينا إلينورا إلى لوحة صيد الثعالب. كانت الجياد والكلاب تطغى على الصورة، لدرجة أن الأمر استغرق منها لحظات كي تكتشف ذيل ثعلب صغير في تجويف شجرة في أسفل يمين الصورة. وأدركت أنها قد ظلت صامتة بعض الوقت عندما نهض السلطان واقفا. «أيمكنني أن أعرف ما الخيار الذي تميلين إليه؟»
لم تكن إلينورا تميل إلى أي من الخيارين، بل كانت ترغب في مواصلة حياتها كما هي في هدوء مع منصف بك والسيد كروم والسيدة داماكان، ولكنها أدركت أن ذلك لم يعد خيارا متاحا الآن، فقد أصبح وجودها يثير متاعب مفرطة للبك، ورفضها عرض السلطان لن يزيد تلك المتاعب إلا سوءا. وبالطبع، فإن المرء لا يمكنه الإفصاح عن تلك الأفكار.
قالت: «إنني أميل نحو العيش في القصر، ولكنني أرغب في بعض الوقت كي أحسم قراري.»
قال السلطان وهو يجلس مرة أخرى على المقعد: «حسنا، إنه قرار خطير، ولا أرغب في أن تتسرعي في اتخاذه. سوف أرسل لك رسولا غدا صباحا، وإذا قررت الإقامة هنا أعدي أمتعتك. أما في حالة الرفض، فإنني أتمنى أن ترسلي لي خطابا صغيرا بذلك.» «حسنا.»
وقف السلطان مرة أخرى ورافقها حتى الباب. وللحظة وهما يقفان في مدخل غرفة الزنبق، بدا كل منهما على حقيقته؛ مجرد طفلة صغيرة ورجل ضئيل الحجم في منتصف العمر. انحنى عبد الحميد حتى خصره، وأمسك يدها وقبلها.
Bog aan la aqoon