132

Quraafaadka Istanbul

عرافة إسطنبول

Noocyada

قالت إلينورا مقتبسة كلمة الجنرال كرزاب الشهيرة التي مرت منذ بضع صفحات: «إن الحقيقة سمكة مراوغة تتلألأ قشورها في الماء، ومحارب شريف معرض للخطر ...»

فابتسم السلطان وأكمل الاقتباس: «ولكنها صماء كالرصاص في قاع السفينة.»

وبينما كان السلطان يتحدث، أدركت إلينورا أنها قد ارتكبت خرقا جسيما لقواعد السلوك الخاصة بالقصر. فلم تكتف بمخاطبته مباشرة بلا ألقاب، بل إنها أيضا قد نسيت أن تنحني عند دخولها الغرفة. غطت فمها وجثت على ركبتيها، حتى لمست جبهتها الأرض.

قال السلطان: «تفضلي.»

استدارت كي تنظر إليه وصدغها ما زال يلامس القرميد البارد.

قال وهو يشير نحو المقعد الخشبي المقعر على يمينه: «لا داعي لذلك، يمكنك الجلوس إذا أردت.»

تحركت نحو المقعد بحذر خشية أن تخرق قواعد البروتوكول مرة أخرى، وجلست على حافته. لاحظت عن قرب أن وجه السلطان يشبه كثيرا وجه البك، وخاصة الأنف والشفة العليا. ولكن على النقيض من رائحة سيجار التبغ الأخضر الخاصة بالبك، كان السلطان يفوح بعبير الخزامى وزهر الليلك مع لمسة من رائحة البرتقال.

بدأ السلطان قائلا: «أردت الحديث معك على انفراد، فلدي سؤال مهم أرغب في توجيهه إليك، وأود الحصول على إجابتك الشخصية دون التعرض لضغط من البلاط. هل تزعجك الإجابة عنه شخصيا؟ هل أنت مستعدة لاتخاذ قرار خطير قد يؤثر على مسار حياتك؟»

نظرت إلينورا إلى حذائها وهو يتأرجح فوق الأرض. «نعم.» «بالطبع، فإن القرار يخصك وحدك، ولكن أتمنى أن تضعي في الاعتبار أن اختيارك سوف يؤثر على حياة الكثيرين.»

توقف كي ينظر إليها. كانت يداها مطويتين في حجرها، ووجهها يكتسي بتعبير من الهدوء الشديد. «ما أرغب في سؤالك عنه هو ما إذا كنت ترغبين في الحياة في القصر. سوف تقيمين هنا في جناح الحريم، وربما في تلك الغرفة نفسها، وسوف تقضين أيامك في القراءة وعزف العود وتعلم دورس الخط وأي نشاط يعجبك. وسوف تجاب كل طلباتك، وليس عليك القيام بشيء في المقابل عدا مناقشة أحد شئون الدولة كل حين وآخر معي أو مع الصدر الأعظم.»

Bog aan la aqoon