اختتم نهاية الجملة بضحكة مرتفعة متقطعة. «الآنسة كوهين متحالفة مع أمي؟ ضد من؟ وما الهدف؟»
ولكن جمال الدين باشا لم يضحك، وعلم عبد الحميد أنه لن يتمكن من العودة إلى كتابه حتى يحل ذلك الأمر. ارتسم على وجهه مظهر جدي، ثم طوى الجريدة ووضعها بجوار بقايا الدجاجة المقطعة الأوصال.
قال: «إنني أتفهم بالطبع وجه الإزعاج الذي تجده في هذا المقال، فهو تطاول على صلاحيتي للحكم، علاوة على الجزء الخاص بوالدتي. ولكن ما الذي يمكننا فعله إزاء صحيفة تصدر في نيويورك؟» «لقد تتبعنا مؤلف المقال، وهو مقيم في فندق بيرا بالاس غرفة 307. وإذا رغبت فخامتك، يمكنني استدعاؤه لمقابلة في القصر، ويمكننا بث الرعب في قلبه وإعطاؤه شيئا مؤثرا يكتب عنه في العدد القادم، ثم شحنه في السفينة التالية المتجهة إلى نيويورك.»
قال السلطان: «نعم، حسنا.» «كما أقترح يا فخامة السلطان ألا تقابل الآنسة كوهين مرة أخرى في ضوء تلك الشائعات.»
أغمض السلطان عينيه وضغط جسر أنفه بين إبهامه وسبابته.
ثم قال: «اعتقدت أنك ستقترح ذلك. من فضلك اترك الجريدة هنا، وسوف أقرؤها بتمعن وأعطيك المزيد من التعليمات هذا المساء.»
قال الصدر الأعظم: «ثمة معلومة أخيرة يا فخامة السلطان، إذا لم تمانع.» «كلا، على الإطلاق.» «لقد اتصلت بخالة الآنسة كوهين، وهي تدعى روكساندرا كوهين، ويبدو أنها الفرد الوحيد في العائلة الذي يمكن الاستعانة به. لم أكن أرمي إلا إلى أن أخبر الخالة بمكان ابنة شقيقتها، ولكن في سياق حديثنا شعرت بأنني مضطر إلى أن أعرض عليها مساعدة القصر في حال رغبت الآنسة كوهين في العودة إلى كونستانتسا.»
غمغم السلطان شيئا لنفسه ونهض واقفا من مقعده، مشيرا إلى نهاية اللقاء. «كما قلت، سوف أعطيك المزيد من التعليمات هذا المساء.»
قال الصدر الأعظم وهو ينحني خارجا من الغرفة: «حسنا يا فخامة السلطان.»
عندما أغلق الباب، جلس عبد الحميد مرة أخرى وفتح الجريدة. كان عليه أن يعترف بأنه مقال طريف، رغم أنه تعوزه الدقة في العديد من الجوانب ويمتلئ بتلميحات مدينة. يمكن للمرء أن يتخيل الشائعات التي قد تنشأ عن تلك القصة. كان يعيد قراءة الجزء الخاص بالآنسة كوهين ووالدته عندما اندفعت الوالدة نفسها إلى داخل الغرفة. وأيا كان مقصدها من الزيارة، فقد انحرف عن المسار برؤية المقال. «آمل أن يعاقب بشدة من كتب ذلك الهراء بما فيه من سب وتعريض.»
Bog aan la aqoon