Carl Buber: Boqol Sano oo Iftiin ah
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
Noocyada
Sublimation ، وبحسب نظرية أدلر كان الرجل الأول يعاني من مشاعر الدونية (التي ربما ألجأته إلى محاولة إثبات أن لديه الجرأة على ارتكاب جريمة ما)، وكذلك كان الرجل الثاني (الذي أراد إثبات أن لديه الجرأة على إنقاذ الطفل)، لم يكن بوسعي أن أتصور أي سلوك إنساني يستعصي على التفسير في ضوء كل من النظريتين، إنهما دائما منسجمتان على قوام المشاهدات، «على قدها»، دائما مؤيدتان، «كانت هذه الحقيقة بالتحديد هي الدليل الدامغ على صحتهما في نظر المعجبين بهما، أما بالنسبة لي فقد بدأ يتضح لعيني أن ما يبدو مظهر قوة في النظريتين هو بالضبط مكمن الضعف فيهما.»
أما مع نظرية أينشتين فقد كان الموقف جد مختلف، ولنأخذ مثالا نموذجيا، وهو تنبؤ أينشتين الذي كانت نتائج حملة إدينجتون قد أيدته للتو، كانت نظرية الجاذبية لأينشتين تفضي إلى نتيجة مفادها أن الضوء لا بد أن ينجذب نحو الأجسام الثقيلة (مثل الشمس)، تماما كما تنجذب الأجسام المادية، وكنتيجة لذلك أمكن تقدير أن الضوء القادم من نجم ثابت بعيد يبدو موقعه الظاهري قريبا من الشمس سوف يصل إلى الأرض من اتجاه من شأنه أن يجعل النجم يبدو مبعدا قليلا عن الشمس، وبعبارة أخرى أن النجوم القريبة من الشمس ستبدو كما لو كانت قد تحركت قليلا مبتعدة عن الشمس، وعن بعضها البعض، هذا شيء يتعذر على الملاحظة في الظروف العادية ما دامت هذه النجوم غير مرئية بالنهار بفعل التوهج الهائل للشمس، غير أن من الممكن أثناء كسوف للشمس أن نأخذ صورا فوتوغرافية لهذه النجوم، فإذا أخذنا صورة لنفس المجموعة من النجوم أثناء الليل أمكننا مضاهاة المسافات في كلتا الصورتين والتحقق من الأثر المتوقع.
والآن، ما هو الشيء اللافت في هذه الحالة؟
إنه ... «المخاطرة» التي ينطوي عليها هذا الصنف من التنبؤ، فإذا ما أظهرت الملاحظة أن الأثر المتوقع لا وجود له البتة تكون النظرية ببساطة قد دحضت، إن النظرية هنا غير متساوقة مع نتائج ممكنة معينة للملاحظة، مع نتائج كان كل شخص في الحقيقة قمينا قبل أينشتين أن يتوقعها، وهو موقف يختلف تماما عن الموقف الذي أسلفناه حيث تكشف أن النظريات المعنية كانت مساوقة لمعظم ألوان السلوك البشري المتباينة، بحيث يستحيل عمليا أن نصف سلوكا بشريا يتعذر علينا أن ندعي بأنه تحقق لهذه النظريات.
قادتني هذه الاعتبارات في شتاء 1919م-1920م إلى نتائج يمكننا الآن صياغتها كما يلي: (1)
من السهل أن نحصل على تأييدات، أو تحقيقات، لكل نظرية تقريبا، إذا بحثنا عن تأييدات. (2)
يجب ألا يعتد بالتأييدات إلا إذا كانت نتيجة لتنبؤات مخاطرة، بمعنى أننا إذا لم نستضئ بالنظرية المعنية لوجب أن نتوقع حدثا غير متساوق معها، حدثا جديرا بدحض النظرية. (3)
كل نظرية علمية هي نوع من «المنع» أو «الحظر»! إنها «تمنع» أشياء معينة أن تحدث، وكلما زاد ما تمنعه النظرية زاد نصيبها من الأصالة العلمية. (4)
النظرية التي لا تقبل الدحض بأي حدث يمكن تصوره هي نظرية غير علمية، فعدم القابلية للدحض ليست مزية للنظرية (كما يظن الناس غالبا) بل عيبا. (5)
كل اختبار أصيل للنظرية هو محاولة لتكذيبها، أو لدحضها، قابلية الاختبار هي قابلية التكذيب، غير أن هناك درجات من قابلية الاختبار، فبعض النظريات أكثر قابلية للاختبار من بعض؛ أي أكثر استهدافا للدحض، إنها نظريات تخوض مخاطر أكبر. (6)
Bog aan la aqoon