235

Carais Bayan

عرائس البيان في حقائق القرآن

Noocyada

قوله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) (1) أمر بشيئين : العبودية والإخلاص في العبودية ، ولا تكون العبادة مع الشرك ، ولا يكون الإخلاص والتوحيد بغير العبادة ، فطلب التوحيد بنعت إفراد القدم عن الحدوث ، ونفي الأنداد والأضداد ، وطلب العبادة المقرونة بهذا التوحيد ؛ لتكون العبادة موافقة للتوحيد ، ويكون التوحيد موافقا لتنزيه القدم.

خلق النفس مع حظها ، وأمر العباد بتقديس حظ اليقين عن اليقين ، وكيف يكون تبديل الخلق وطبع النفس أن يكون مائلا إلى غير الله تعالى أي : اطلبوا مني تقديس الأسرار في كشوف الأنوار ؛ فإني قادر على أن أزمها بأزمة الوحدانية ، وأسيرها خاضعة لفردانيتي.

وأيضا : اعبدوا الله لله ، لا على رؤية العوض والعبادة ؛ فإنهما شرك العارفين ، واعبدوه على رؤية التقصير ؛ فإنها عبادة الموحدين ، وأيضا : شغلهم منه به ، ولو أحبهم بالحب البالغ أسكرهم بشراب القرب والمشاهدة ، وأوقعهم في بحار القدم بعد خروجهم من العدم ، وهذا آخر الأمر في المحبة والمعرفة ؛ ألا ترى كيف وقع بالامتحان من أهل الجنة ، وأخبر عنهم بما وجدوا من راحة القرب والمشاهدة بغير نصب الامتحان ( الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ) [فاطر : 35].

قال أبو يزيد : إن الله سبحانه نظر في العالم فلم ير أهلا لمعرفته ، فشغلهم بعبادته.

قال أبو عثمان : حقيقة العبودية قطع العلائق والشركاء عن الشرك.

وقال الواسطي : الشرك رؤية التقصير والعزة من نفسه والملامة عليها ، يقال له : ألزمت الملامة من تولى إقامتها ومن قضي عليها الشره.

وقال بعضهم : العبودية فناؤك عن مشاهدتك في مشاهدة من تعبده.

قوله تعالى : ( وبالوالدين إحسانا ) الوالدان : مشايخ المعرفة ، وإحسان المريدين إليهم بوضع أعناقهم عند ساحاتهم بنعت ترك مخالفاتهم في جميع الأنفاس مع نشر فضائلهم عند الخلق والدعاء لهم بمزيد القرب.

قال الجنيد : أمرني أبي أمرا ، وأمرني السري أمرا ، فقدمت أمر السري على أمر أبي ، وكل ما وجدت فهو من بركاته.

قوله : ( وبذي القربى ) أي : إخوان المحبة من أهل قربة الله.

Bogga 245