Caqiba Fi Dhikr Mawt
العاقبة في ذكر الموت
Baare
خضر محمد خضر
Daabacaha
مكتبة دار الأقصى
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٦ - ١٩٨٦
Goobta Daabacaadda
الكويت
أتراك كنت مفتديا من هَذَا الْمقَام بِمَا كنت جمعت من حطام بل بِمَا جمعه جَمِيع الْأَنَام من حَلَال وَحرَام بل بِمَا لَا يحصر من أَضْعَاف ذَلِك وَلَا يحد وَلَا يجمع وَلَا يعد
ولعلك يَا هَذَا قد كنت فِي الدُّنْيَا لَا ترْضى بمنزلك المتسع وَلَا بشملك الْمُجْتَمع وَلَا تقنع برزق رَبك المتدفق عَلَيْك المندفع فَانْظُر رَحِمك الله لنَفسك فادفع عَنْك جَوَانِب هَذِه الحفرة وَنَفس عَنْك من هَذِه الضمة وآنس من هَذِه الوحشة واعمل مَا وجدت سَبِيلا للْعَمَل وَمَا دمت فِي فسحة ومهل ومهد المضجع ووطيء لذَلِك المصرع وارغب وتوسل واضرع وتذلل فَلَعَلَّ الْإِلَه المعبود الَّذِي عَم جوده الْوُجُود وَكَرمه لَا مَحْصُور وَلَا مَعْدُود وفيض نعمه لَا مَقْطُوع وَلَا مَحْدُود سيرسل مِنْهُ قَطْرَة تغمر الْعَرْش والذرة فيصيبك مِنْهُ بِنَصِيب ويبلك مِنْهُ بذنوب ويعمك مِنْهُ بشؤبوب وَقد انْقَطع الرَّجَاء إِلَّا مِنْهُ وسدت الْأَبْوَاب إِلَّا عَنهُ جلّ وَعلا وتبارك وَتَعَالَى
حَدثنِي الْفَقِيه أَبُو الحكم بن برجان وَكَانَ من أهل الْعلم وَالْعَمَل ﵀ أَنهم دفنُوا مَيتا بقريتهم من شَرق إشبيلية فَلَمَّا فرغوا من دَفنه قعدوا نَاحيَة يتحدثون ودابة ترعى قَرِيبا مِنْهُم وَإِذا بالدابة قد أَقبلت مسرعة إِلَى الْقَبْر فَجعلت أذنها عَلَيْهِ كَأَنَّهَا تسمع ثمَّ ولت فارة ثمَّ عَادَتْ إِلَى الْقَبْر فَجعلت أذنيها عَلَيْهِ كَأَنَّهَا تسمع ثمَّ ولت كَذَلِك ثمَّ أعادت ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى قَالَ أَبُو الحكم ﵀ فَذكرت عَذَاب الْقَبْر وَقَول النَّبِي ﷺ إِنَّهُم ليعذبون عذَابا تسمعه الْبَهَائِم وَالله ﷿ أعلم بِمَا كَانَ من أَمر ذَلِك الْمَيِّت ذكر هَذِه الْحِكَايَة لما قَرَأَ القاريء هَذَا الحَدِيث فِي عَذَاب الْقَبْر وَنحن إِذْ ذَاك نسْمع عَلَيْهِ كتاب مُسلم بن الْحجَّاج ﵁
وَرُوِيَ أَن بعض النباشين نبش ذَات لَيْلَة قبرا فَلَمَّا كشف عَن الْمَيِّت إِذا بِنَار تحرق الْمَيِّت فأهوت إِلَيْهِ مِنْهَا شرارة فهرب وَتَابَ إِلَى الله ﷿
1 / 247