Caqiba Fi Dhikr Mawt
العاقبة في ذكر الموت
Baare
خضر محمد خضر
Daabacaha
مكتبة دار الأقصى
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٦ - ١٩٨٦
Goobta Daabacaadda
الكويت
لَهُ إياك أَن تقاعده أَو تَتَكَلَّم مَعَه أَو مَعَ غَيره فِي شَيْء من هَذَا فَإِن أَبَا مَرْوَان أَتَانِي البارحة فِي نومي فَأَعْلمنِي بِكَذَا وَكَذَا
وَهَذِه حِكَايَة صَحِيحَة عَن ابْن وضاح وَفِي بعض طرقها ان ابْنه قَالَ سُبْحَانَ الَّذِي جعل أَبَا مَرْوَان وَكيلا علينا فِي حَيَاته وَبعد مماته
وكما يتَأَذَّى الْمَيِّت رَحِمك الله بِمَا يسمع من الْكفْر فَكَذَلِك يتَأَذَّى بِمَا يسمع من الْفُحْش والهجر وَلكنه أَذَى دون أَذَى فَوَاجِب عَلَيْك أَلا تؤذيه بِقَلِيل وَلَا كثير وَإِن لم تَنْفَعهُ فَلَا تضره
وَاعْلَم أَن الْمَيِّت كالحي فِيمَا يعطاه وَيهْدِي إِلَيْهِ بل الْمَيِّت أَكثر وَأكْثر لِأَن الْحَيّ قد يسْتَقلّ بِمَا يهدى إِلَيْهِ ويستحقر مَا يتحف بِهِ وَالْمَيِّت لَا يستحقر شَيْئا من ذَلِك وَلَو كَانَ مِقْدَار جنَاح بعوضة أَو وزن مِثْقَال ذرة لِأَنَّهُ يعلم قِيمَته وَقد كَانَ يقدر عَلَيْهِ فضيعه
وَمِمَّا يدلك على صِحَة وُصُول مَا يهدي الْحَيّ إِلَى الْمَيِّت قَوْله ﷺ إِذا مَاتَ الْإِنْسَان انْقَطع عمله إِلَّا من ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة أَو علم ينْتَفع بِهِ أَو ولد صَالح يَدْعُو لَهُ
فدعاء الْوَلَد يصل إِلَى وَالِده وَينْتَفع بِهِ وَكَذَلِكَ أمره ﵇ بِالسَّلَامِ على أهل الْقُبُور وَالدُّعَاء لَهُم مَا ذَاك إِلَّا لكَون الدُّعَاء لَهُم وَالسَّلَام عَلَيْهِم يصل إِلَيْهِم ويأتيهم وَالله أعلم
ويروى أَن النَّبِي ﷺ قَالَ الْمَيِّت كالغريق فِي قَبره ينْتَظر دَعْوَة تلْحقهُ من ابْنه أَو أَخِيه أَو صديق لَهُ فَإِذا لحقته كَانَت أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَالْأَخْبَار فِي هَذَا كَثِيرَة
قَالَ بشر بن مَنْصُور كَانَ رجل زمن الطَّاعُون يخْتَلف إِلَى الْمَقَابِر ثمَّ يسْتَقْبل الْقُبُور فَيَقُول أَمن الله روعتكم آنس الله وحشتكم رحم الله غربتكم تقبل الله حسناتكم تجَاوز الله عَن سَيِّئَاتكُمْ لَا يزِيد على هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات قَالَ الرجل فَانْصَرَفت ذَات يَوْم وَلم أدع فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم خلقا
1 / 216