132

عنها هوام الأرض وأمر من يحفر قبرها فلما بلغوا لحدها حفره بيده ، واضطجع رسول الله فيه وقال : اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ، ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها. فقيل : يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه بأحد قبلها؟ فقال : ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة» واضطجعت فى قبرها ليوسعه الله عليها وتأمن من ضغطة القبر ، انها كانت من أحسن خلق الله صنعا إلي بعد ابى طالب.

** (اسمه وكناه):

سماه ابو عليا ، ويكنى أبا الحسنين وأبا السبطين وأبا تراب ، وهي احب كناه إليه لكون النبي (ص) كناه بها حين رآه ساجدا معفرا وجهه في التراب قال أنت ابو تراب ، وقيل في سبب هذه الكنية أن النبي (ص) قال له : يا علي اول من ينفض التراب عن رأسه أنت. قال الكميت الأسدي :

وقالوا ترابي هواه ودينه

بذلك ادعى بينهم وألقب

نشأ في حجر رسول الله وتأدب بآدابه وربي بتربيته ، ولما أصاب اهل مكة جدب (قحط) شديد أخذ النبي (ص) عليا من أبيه واخذ حمزة جعفرا واخذ العباس طالبا ليخففوا عن ابي طالب وابقى ابو طالب عنده عقيلا ، فلم يزل علي مع رسول الله (ص) حتى بعثه الله بالنبوة فكان اول من آمن به واتبعه وصدقه.

** (مدة اقامة علي في مكة):

أقام مع النبي (ص) بمكة ثلاثا وعشرين سنة وعشر سنين بالمدينة بعد الهجرة يشاركه اكثر محنه ويشاطره جل اعماله ويتحمل عنه اكبر اثقاله ، وقد باشر الحرب وهو ابن ثلاث وعشرين سنة ، وعاش بعد النبي (ص) ثلاثين سنة فيكون عمره ثلاثا وستين سنة كعمر رسول الله ، وهذا هو المشهور بين الامامية.

** (صفاته):

كان علي (ع) ربعة من الرجال ادعج العينين عظيمها عظيم البطن إلى

Bogga 134