المعرفة السابعة والثلاثون
قال أهل الإسلام كافة: إن حسنات العاصي حسنات وليست بمعاصي ولا سيئات، مثل رد الوديعة، وقضاء الدين، وشكر النعمة، ودفع الضرر عن النفس وغيره من العقليات، ومثل الصلاة والصيام، والزكاة والحج، وغيره من الشرعيات.
وقالت المطرفية: بأن حسنات العاصي معاصي وسيئات، وإنما يقبح من الأمور المنكرات، وهذا قول مخالف للعقول، فإنه يستحق عليها المدح والشكر، ويتعلق بها الحث والأمر، ويقبح ذمه عليها ونهيه عنها، ولهذا ورد الخطاب بالحسنات عاما للمكلفين من المؤمنين والفاسقين، وقال تعالى: {ياأيها الناس اتقوا ربكم}[النساء:1] وفي آية: {ياأيها الناس اعبدوا ربكم}[البقرة:21] وقال تعالى لقوم من المكلفين: {خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا}[التوبة:102] ولأنه تعالى قال: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}(1)[الزلزلة:7،8] ولأنه قد ثبت أنه يجوز تصرف الفاسق في ماله بالبيع والشراء، والهبة والصدقة، وتقع التفرقة بين أن يتصدق بماله وبين أن يتصدق بمال غيره.
المعرفة الثامنة والثلاثون
قال أهل الإسلام كافة: إن الله لا يأمر بالقبائح والفحشاء، ولا ذلك حكم العلي الأعلى.
وقالت المطرفية: إنه تعالى ........................الزكاة والصيام، والحج والصدقات، وكلها من القبائح السيئات، وهذا قول باطل؛ لأن الله لا يأمر بالقبائح، فإن الأمر بالقبائح قبيح، وهو تعالى لا يفعل القبيح، وقد قال عز وجل: {إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون}[الأعراف:28].
Bogga 23