نشأته .. وصفاته
* وصحبته للنبي (ص)
للحلف أو العهد آثار طيبة ، تعود على المتحالفين بالنفع ، إذ يضيف إلى قوتهم قوة وإلى منعتهم منعة ، كما يحول دون النيل من كرامة أحد الطرفين المتحالفين ، سيما إذا كان ضعيفا أو لاجئا اضطرته الظروف إلى حماية نفسه بالحلف ، إلا أن المردود السلبي للتحالف يعود بالضرر على الطرف الضعيف فقط ، لأنه لا يمكنه بحال الإستقلال عن حليفه القوي في تقرير مصيره ، أو إتخاذ موقف معين تمليه عليه إرادته أزاء قضية ما ، وقد ظهر ذلك جليا في محنة الضعفاء والمحالفين المسلمين في مكة.
لقد حالف ياسر أبا حذيفة المخزومي ليحمي نفسه في مكة ، وسرى هذا الحلف إلى ولديه عبد الله وعمار ، أما سمية ، فهي مولاة مملوكة لأبي حذيفة تقضي التقاليد بملكية نسلها له أيضا لولا أن وهبهم الحرية وأعتقهم ، وبذلك غلب على عمار لقب « حليف بني مخزوم » تارة ، ومولى بني مخزوم ، تارة ثانية.
ومهما يكن ، فقد نشأ عمار وعاش هو وأبواه وأخوه في ظل حليفهم أبي حذيفة المخزومي ، وبذلك أدرجوا جميعا في قائمة الضعفاء والدهماء والصعاليك ، الذين لا وزن لهم ولا خطر في نظر المجتمع المكي ، محكومين غير حاكمين ، ومأمورين غير آمرين ، وحياة كهذه تبعث على التمرد في غالب الأحيان لما فيها من السأم والتبرم والشعور بالحيف. سيما إذا كانت
Bogga 26