منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) ثم أقبل على غلامه وقد بلغ منه الجهد ، قال : ويحك يا غلام ؛ اطلب لي مكانا أدخله فأكون فيه ، فقال الغلام : لا والله لا أدري أين أنطلق بك! فقال طلحة يا سبحان الله! والله ما رأيت كاليوم قط! دم قرشي أضيع من دمي ، وما أظن هذا السهم إلا سهما أرسله الله ، وكان أمر الله قدرا مقدورا ، ولم يزل طلحة يقول ذلك حتى مات ، ودفن ، ثم وضع في مكان يقال له السبخة ، ودخل من ذلك على أهل البصرة غم عظيم ، وكذلك على عائشة لأنه ابن عمها ، وجاء الليل فحجز بين الفريقين.
فلما كان من الغد دنا القوم من بعضهم البعض ، وتقدمت عائشة على جملها عسكر حتى وقفت أمام الناس والناس من ورائها وعن يمينها وشمالها ، قال : وصف علي رضي الله عنه أصحابه وعبأهم كالتعبية الأولى ، وعزم القوم على المناجزة وتقدم كعب بن سور الأزدي حتى أخذ بخطام الجمل وجعل يرتجز ويقول :
يا معشر الناس عليكم أمكم
فإنها صلاتكم وصومكم
................
فحمل عليه الأشتر ، فقتله ، وخرج من بعده غلام من الأزد اسمه وائل بن كثير ، فجعل يقول شعرا ، فبرز إليه الأشتر مجيبا له ، ثم حمل عليه الأشتر فقتله ، وخرج من بعده عمرو بن خنفر من أصحاب الجمل وهو يقول شعرا ، ثم حمل عليه الأشتر فقتله وخرج من بعده عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ؛ فجعل يلعب بسيفه بين يدي عائشة وهو يقول شعرا قال : فبدر إليه الأشتر مجيبا ، ثم حمل عليه فضربه ضربة رمى بيمينه فسقط لما به ، وثناه الأشتر بضربة أخرى فقتله ، ثم جال في ميدان الحرب وهو يقول شعرا ، ثم رجع الأشتر إلى موقفه.
وصاح رجل من أهل الكوفة : يا معشر المؤمنين! إذا خرج إليكم رجل
Bogga 149