52

Wakiilka Qarsoodiga ah: Sheeko Fudud

العميل السري: حكاية بسيطة

Noocyada

سأل على الفور بصوت منخفض وناعم للغاية: «أود أن أعرف إن كانت هذه بداية حملة ديناميت أخرى. لا تستغرق في التفاصيل. ليس لدي وقت لذلك.»

بدا المفوض المساعد أمام ذلك البدن الضخم الريفي وكأنه قصبة نحيلة وضعيفة تخاطب شجرة بلوط. وبالفعل فإن السجل المتصل لنسب ذلك الرجل تجاوز في عدد القرون عمر أقدم شجرة بلوط في البلاد. «كلا. بقدر ما يمكن للمرء أن يكون إيجابيا حيال أي شيء، يمكنني أن أضمن لك أن الأمر ليس كذلك.»

قال الرجل الضخم وهو يلوح بيده ازدراء باتجاه نافذة تطل على الشارع الواسع: «نعم. ولكن يبدو أن فكرتك عن الضمانة في ذلك الأمر تتمثل في المقام الأول في جعل وزير الخارجية يبدو أحمق. سبق أن قيل لي على نحو لا يقبل الجدل في هذه الغرفة نفسها منذ أقل من شهر أنه لا يمكن حتى حدوث عمل من هذا القبيل.»

نظر المفوض المساعد في اتجاه النافذة بهدوء. «اسمح لي أن أعلق، أيها السير إثيلريد، بأنه لم تتح لي حتى الآن أي فرصة لأن أعطيك ضمانات من أي نوع.»

عندئذ تركزت نظرة العينين المتعجرفة على المفوض المساعد.

قال صاحب الصوت العميق الناعم: «صحيح. أرسلت أطلب هيت. أنت لا تزال غرا في منصبك الجديد. وكيف تتدبر أمورك هناك؟» «أعتقد أنني أعرف شيئا جديدا كل يوم.» «بالطبع، بالطبع. أتمنى أن تتدبر أمورك.» «أشكرك، أيها السير إثيلريد. لقد عرفت شيئا اليوم، بل في غضون الساعة الماضية أو نحو ذلك. هذا أن هذه القضية تنطوي على كثير من الأمور من النوع الذي لا يلاحظه المرء في عمل لا سلطوي عنيف معتاد، حتى لو أمعن المرء النظر فيها قدر الإمكان. ولهذا السبب جئت إلى هنا.»

وضع الرجل الضخم ظاهري يديه الكبيرتين على وركيه، بحيث برز مرفقا ذراعيه إلى الخارج. «حسن جدا. استمر. ولكن أرجوك دون أن تسهب في التفاصيل. أعفني من التفاصيل.»

بدأ المفوض المساعد حديثه بنبرة توكيد هادئة وواثقة: «لن أزعجك بالتفاصيل يا سير إثيلريد.» أثناء حديثه، كانت عقارب الساعة خلف الرجل الضخم، التي كانت عبارة عن شيء ثقيل ولامع، ذات حلية ضخمة من نفس الرخام الأسود المصنوع منه رف الموقد، قد تحركت حيزا يشير إلى مرور سبع دقائق. تحدث بإخلاص متناه مستخدما جملا اعتراضية، أدخل فيها كل الوقائع الصغيرة - أي كل التفاصيل - بسهولة ممتعة. لم تصدر همهمة ولا حتى حركة تشير إلى مقاطعة حديثه. بدا صاحب الشخصية العظيمة وكأنه تمثال لأحد أسلافه الأمراء خلعت عنه عدة محارب في الحروب الصليبية، وألبس معطفا بمقاس غير ملائم. شعر المفوض المساعد وكأنه منح حرية الحديث لمدة ساعة. ولكنه حافظ على هدوئه وفي نهاية الوقت المذكور آنفا، أنهى حديثه بخاتمة مفاجئة، أعاد فيها جملته الافتتاحية، أدهشت السير إثيلريد وسرته بسلاستها وقوتها الجليتين. «إن ما نواجهه تحت السطح في هذه القضية، مع أنه لا ينطوي على خطورة، فإنه أمر غير عادي - بهذا الشكل الدقيق على الأقل - ويتطلب تعاملا خاصا.»

صارت نبرة صوت السير إثيلريد عميقة، ومليئة بالاقتناع. «أظن ذلك فعلا ... ما دام سفير دولة أجنبية متورطا في الأمر!»

اعترض الآخر، ذو الجسد المنتصب النحيل، وسمح لنفسه بابتسامة خفيفة: «يا إلهي! السفير! ستكون حماقة مني أن أقترح أي شيء من هذا القبيل. وهذا غير ضروري على الإطلاق، لأنه إن كنت محقا في تخميناتي، فإن كون الشخص سفيرا أو حمالا في فندق هو مجرد تفصيلة.»

Bog aan la aqoon