Wakiilka Qarsoodiga ah: Sheeko Fudud
العميل السري: حكاية بسيطة
Noocyada
كرر: «قلت لك إنك لست مطلوبا.»
لم يحرك اللاسلطوي ساكنا. ضحك ضحكة ساخرة مكتومة لم تبد نواجذه فحسب، بل لثته أيضا، وجعلت جسده كله يهتز، ولكن من دون أن يصدر منه أي صوت. دفع ذلك كبير المفتشين هيت إلى أن يضيف، مخالفا ما تمليه عليه نفسه: «ليس بعد. عندما أريدك، سأعرف أين أجدك.»
كانت تلك كلمات مناسبة تماما؛ إذ كانت في إطار التقاليد وملائمة لشخصيته بصفته ضابط شرطة يخاطب فردا من قطيعه. ولكن التلقي الذي حظيت به خرج عن التقاليد واللياقة. كان تلقيا مهينا. وأخيرا، تحدث الرجل الضعيف الجسم الواقف أمامه. «ليس لدي شك في أن الصحف ستمنحك عندئذ خبر نعي. وأنت أدرى بقيمة ذلك لك حينها. أظن أنه لن يصعب عليك تخيل العبارات التي ستكتب. ولكن قد يحالفك سوء الحظ وتدفن معي، على الرغم من أنني أظن أن أصدقاءك سيحاولون قدر استطاعتهم ألا ندفن معا في مكان واحد.»
مع كل ازدرائه المستحق للشخص الذي يدلي بهذه العبارات، كان للتلميحات المرعبة التي تنطوي عليها أثرها على كبير المفتشين هيت. كان لديه نفاذ بصيرة وإلمام بمعلومات كثيرة أيضا، مما منعه من أن يتجاهلها ويعتبرها هراء. استمد الغسق في ذلك الزقاق الضيق مسحة شريرة من هيئة الرجل اللئيم الضعيف الضئيل، الذي كان يقف موليا ظهره للحائط، ويتحدث بصوت منخفض واثق. أحس كبير المفتشين، القوي والمفعم بالحيوية، بأن الحالة الجسدية الوضيعة التي يرثى لها لذلك الكائن، الذي كان من الواضح أنه لم يكن جديرا بأن يحيا، كانت نذير سوء؛ إذ بدا له أنه إن كان سوء طالع هذا الكائن قد جعله بهذه الحالة التي يرثى لها، فإنه ما كان سيأبه بتوقيت موته. كانت الحياة تسيطر عليه بشدة لدرجة أن موجة جديدة من الغثيان ظهرت على هيئة عرق طفيف على جبينه. تناهى إلى سمعه عبر منعطف الزقاق القذر همس حياة المدينة، وقعقعة العجلات الخافتة في الشارعين غير المرئيين على اليمين والشمال، بألفة غالية وعذوبة جذابة. كان إنسانا. ولكن كبير المفتشين هيت كان هو الآخر إنسانا، ولم يكن بوسعه أن يترك كلمات كهذه تمر.
قال: «كلماتك هذه كلها مفيدة لتخويف الأطفال. سأنال منك حينها.»
قيلت تلك الكلمات بنبرة جيدة جدا، دون ازدراء، وبهدوء كاد أن يكون صارما.
كان رده: «لا شك عندي في ذلك؛ ولكن لا وقت أفضل من الآن، صدقني. بالنسبة لرجل ذي قناعات حقيقية، هذه فرصة رائعة للتضحية بالنفس. قد لا تجد فرصة أخرى سانحة ولا إنسانية كتلك الفرصة. لا توجد حتى هرة بالقرب منا، وهذه البيوت القديمة البغيضة ستتحول إلى كومة عالية من الطوب حيث تقف. لن تنال مني مجددا بهذه التكلفة القليلة جدا من الأرواح والممتلكات، التي تتقاضى راتبك مقابل حمايتها.»
قال كبير المفتشين هيت بنبرة حازمة: «أنت لا تعرف مع من تتكلم. لو أمسكت بك الآن، فلن أكون أفضل منك.» «آه! إنها اللعبة!» «كن متأكدا من أن النصر سيكون حليفنا في النهاية. ومع ذلك قد يكون من الضروري أن نقنع الناس بأنه يجب إطلاق النار على بعضكم مثل الكلاب المسعورة. عندئذ، ستكون تلك هي اللعبة. ولكن لتحل علي اللعنة لو كنت أعرف ما لعبتكم. لا أعتقد أنكم أنفسكم تعرفون. لن تظفروا بأي شيء منها.» «في الوقت الحالي أنتم من يظفر بشيء منها، حتى الآن. وتظفرون به بسهولة، أيضا. لن أتحدث عن راتبك، ولكن ألم تصنع اسمك بمجرد عدم فهم ما نسعى نحن إليه؟»
سأله كبير المفتشين هيت، بسرعة تتسم بالتهكم، مثل رجل في عجلة من أمره يدرك أنه يهدر وقته: «وما الذي تسعون إليه إذن؟»
كان جواب اللاسلطوي المثالي ابتسامة لم تفارق شفتيه الرفيعتين الشاحبتين؛ وشعر كبير المفتشين بتفوقه مما دفعه إلى أن يرفع إصبعه محذرا.
Bog aan la aqoon