Wakiilka Qarsoodiga ah: Sheeko Fudud
العميل السري: حكاية بسيطة
Noocyada
شرع على الفور في فحص مكان الحادث، متلقيا قدرا كبيرا من الضباب البارد الكريه في الحديقة العامة. ثم ذهب إلى المستشفى؛ وعندما توصلوا إلى نتائج التحقيقات في جرينتش في النهاية، فقد شهيته للطعام. لم يكن معتادا على فحص الأشلاء البشرية عن كثب مثل الأطباء، لذا صدم من المشهد الذي انكشف له عندما رفع غطاء مقاوم للماء عن طاولة في جناح معين داخل المستشفى.
كان منشورا على الطاولة غطاء آخر مقاوم للماء كأنه مفرش مرفوع من الأركان فوق شيء كأنه كوم رماد، كومة من الخرق، محترقة وملطخة بالدماء، تخفي بعضا من لحم بشري وكأنه وليمة لحم نيئ. تطلب الأمر قدرا كبيرا من الثبات كي لا يتراجع أمام ذلك المشهد. كان كبير المفتشين هيت وضابط كفء في إدارته، فلم يتقهقر، إنما ظل في مكانه لمدة دقيقة كاملة. ألقى شرطي محلي في زي رسمي نظرة جانبية، وقال ببساطة متبلدة الحس: «هذه كل أشلائه. كل قطعة منه. كانت مهمة شاقة.»
كان أول الحاضرين إلى المكان بعد الانفجار. ذكر الواقعة مرة أخرى. كان قد رأى شيئا يشبه ومضة برق كثيفة وسط الضباب. في ذلك الوقت، كان يقف عند باب فندق كينج ويليام ستريت يتحدث إلى الحارس. جعله الارتجاج يرتجف بكل كيانه. جرى من بين الأشجار باتجاه المرصد. كرر مرتين: «بأقصى سرعة تتحملها قدماي.»
انحنى كبير المفتشين هيت فوق الطاولة بحذر ورعب شديدين، وتركه يستمر في الكلام. أزال الحمال ورجل آخر في المستشفى أطراف القماش وتنحيا جانبا. بحثت عينا كبير المفتشين في التفاصيل المروعة لكومة الأشياء المختلطة، التي بدت وكأنها جمعت في محل خردة وخرق بالية.
لما لاحظ القطع المتناثرة من الحصى الصغير والأجزاء البنية الصغيرة من اللحاء وجزيئات الخشب المشقوقة مثل الإبر، علق قائلا: «لقد استخدمت مجرفة.»
قال الشرطي متبلد المشاعر: «اضطررت إلى استخدامها في مكان واحد. أرسلت حارسا لجلب مجرفة. لما سمعني وأنا أحفر الأرض بها، أسند جبهته على شجرة، وأصابه إعياء شديد.»
انحنى كبير المفتشين بحذر فوق الطاولة، وقاوم الإحساس المزعج الذي غص به حلقه. دفعه العنف الممزق الذي أحدثه هذا التدمير، والذي حول ذلك الجسم إلى أشلاء لا يعرف صاحبها، إلى الإحساس بنوع من القسوة الوحشية، على الرغم من أن عقله حدثه بأنه لا بد أن التأثير كان سريعا كومضة برق. أيا كان هذا الرجل، فقد لقي حتفه على الفور ؛ ومع ذلك كان يبدو من المستحيل تصديق أن جسدا بشريا سيصل إلى هذه الحالة من التمزيق من دون أن يمر بألوان من عذاب لا يمكن تصوره. وإذا لم يكن كبير المفتشين هيت اختصاصيا في الفسيولوجيا، ولا حتى عالم ميتافيزيقا، ارتقى بقوة التعاطف، وهو أحد أشكال الخوف، فوق المفهوم المبتذل للوقت. على الفور! تذكر كل ما قرأه في الكتب الشهيرة عن الأحلام الطويلة والمرعبة التي يحلم بها الشخص لحظة استيقاظه؛ عن شريط الحياة المرعب الذي يعيشه غريق ورأسه تظهر من تحت الماء للمرة الأخيرة ثم تغطس مرة أخرى. حاصرت الألغاز غير المفهومة عن الوجود الواعي كبير المفتشين هيت حتى امتلأ عقله بفكرة مرعبة؛ وهي أن عصورا من الألم البشع والعذاب العقلي يمكن اختزالها بين رمشتي عين. وفي تلك الأثناء، تابع كبير المفتشين النظر إلى الطاولة بوجه هادئ وانتباه قلق بعض الشيء كانتباه زبون معوز ينحني فوق ما يمكن أن يطلق عليه بقايا عظام ولحم من متجر جزار من أجل عشاء غير مكلف في أحد أيام الأحد. طوال الوقت، كان يتتبع، بقدراته المدربة التي كان يمتلكها بصفته محققا ممتازا، لا يستخف بأي فرصة للحصول على المعلومات؛ ثرثرة الشرطي الواثقة في موضوعات غير مترابطة.
قال الأخير ملاحظة بنبرة هادئة: «شخص ذو شعر أشقر»، ثم توقف. «المرأة العجوز التي تحدثت إلى الرقيب لاحظت شخصا ذا شعر أشقر يخرج من محطة ميز هيل.» ثم توقف. ثم أردف ببطء: «وكان شخصا ذا شعر أشقر. لاحظت المرأة رجلين يخرجان من المحطة بعد أن غادر القطار الذي أقلهما.» «لم تستطع أن تتبين إن كانا بعضهما مع بعض أم لا. لم تلق بالا للشخص الضخم منهما، ولكن الآخر كان رجلا نحيلا ذا بشرة شاحبة، يحمل عبوة ورنيش من القصدير في إحدى يديه.» توقف الشرطي عن الكلام. «هل تعرف المرأة؟» تمتم كبير المفتشين، وعيناه مثبتتان على الطاولة، وفي عقله فكرة غير واضحة بشأن تحقيق سيجرى عما قريب عن رجل ربما يظل مجهولا إلى الأبد.
قال الشرطي بجدية: «نعم. إنها خادمة لدى صاحب حانة متقاعد، وتذهب إلى الكنيسة في بارك بليس أحيانا.» ثم توقف وألقى نظرة غير مباشرة أخرى على الطاولة.
ثم فجأة: «حسنا، إنه ... كل ما أستطيع أن أراه منه. بشرة شاحبة. نحيل ... نحيل جدا. انظر إلى تلك القدم هناك. التقطت الساقين أولا، واحدة تلو الأخرى. كان ممزقا إلى أشلاء لدرجة أنني لم أعرف من أين أبدأ.»
Bog aan la aqoon