34

Wakiilka Qarsoodiga ah: Sheeko Fudud

العميل السري: حكاية بسيطة

Noocyada

أشار إلى النادل. كان أوسيبون يجلس جامدا، تعلو وجهه نظرة شاردة توحي بعناء ذهني. بعد أن ذهب الرجل بالنقود نهض وعليه أمارات استياء شديد.

قال متأملا: «هذا لا يسرني البتة. لقد كان كارل طريح الفراش بسبب الالتهاب الشعبي طيلة أسبوع. بل إنه ثمة احتمال ألا يشفى من مرضه أبدا. ميكايليس يعيش مترفا في مكان ما في البلد. عرض عليه ناشر عصري خمسمائة جنيه مقابل كتاب. سوف يفشل الكتاب فشلا ذريعا. لقد فقد عادة التفكير المتسلسل في السجن كما تعلم.»

وقف البروفيسور على قدميه، وزرر معطفه، ناظرا فيما حوله بلا مبالاة تامة.

سأل أوسيبون بضجر: «ماذا ستفعل؟» كان يخشى من لوم اللجنة الحمراء المركزية، وهي هيئة لم يكن لها مقر دائم، ولم يكن محيطا بجميع المعلومات المتعلقة بعضويتها. إذا تسببت هذه الحادثة في وقف الإعانة المتواضعة المخصصة لنشر كتيبات حركة مستقبل طبقة العمال، عندئذ سيندم أشد الندم على حماقة فيرلوك التي لا يمكن تفسيرها.

قال بنبرة خشنة نوعا ما: «التضامن مع أقصى الأفعال تطرفا شيء، والتهور السخيف شيء آخر. لا أعرف ما الذي حدث لفيرلوك. ينطوي الأمر على لغز. ولكنه رحل. يمكنك تفسير المسألة كما يحلو لك، ولكن في ظل الظروف الحالية، فإن السياسة الوحيدة للجماعة الثورية المسلحة هي إنكار أي صلة بهذا الأرعن. ولكن ما يؤرقني هو كيفية جعل الإنكار مقنعا بما يكفي.»

انتصب الرجل الضئيل واقفا على قدميه، ومعطفه مزرر ومستعد للذهاب، ولم يكن أطول من أوسيبون الجالس. ضبط نظارته بمستوى وجه الأخير مباشرة. «يمكنكم أن تطلبوا من الشرطة شهادة حسن سير وسلوك. إنهم على علم بالمكان الذي أمضى فيه كل واحد منكم ليلة أمس. وربما لو طلبتم منهم، فسيوافقون على نشر بيان رسمي.»

همهم أوسيبون بمرارة: «لا شك في أنهم على دراية بأنه لا يد لنا في ذلك. ما سيقولونه شيء آخر.» ظل مستغرقا في التفكير، متجاهلا الشخص القصير، الجاد الذكي ذي النظارة، رث الثياب الواقف بجانبه. «يجب أن أعثر على ميكايليس في الحال وأجعله يتحدث من أعماق قلبه في أحد اجتماعاتنا. فالعامة يكنون نوعا من التقدير الوجداني لذلك الرجل. اسمه معروف. وأنا على اتصال ببعض الصحفيين في الصحف اليومية الكبرى. ما سيقوله سيكون كلاما فارغا تماما، ولكن له طريقة مميزة في الحديث، تجعله مقبولا للغاية.»

قاطعه البروفيسور، بصوت منخفض نوعا ما، وتعبير عدم المبالاة لا يزال على وجهه: «مثل العسل.»

واصل أوسيبون المتحير في التحدث مع نفسه بصوت مسموع نوعا ما، على طريقة رجل يتأمل في عزلة تامة. «أحمق ملعون! ترك عملا أحمق بين يدي. ولا أعرف حتى إن كان ...»

جلس وهو يضغط على شفتيه في توتر. لم تكن فكرة الذهاب إلى المتجر مباشرة والحصول على الأخبار بالفكرة الجذابة. تصور أن متجر فيرلوك ربما يكون قد تحول بالفعل إلى فخ من صنع الشرطة. سيكونون ملزمين بالقيام ببعض الاعتقالات، فكر في ذلك بطريقة تنطوي على سخط يتسم بالاستقامة؛ لأن مسار حياته الثورية كان مهددا بخطأ لم يرتكبه. ومع ذلك، إذا لم يذهب إلى هناك، فإنه يخاطر بالبقاء على جهل بما قد يكون من المهم جدا له أن يعرفه. ثم فكر في أنه إذا كان الرجل في الحديقة قد انفجر إلى أشلاء كما قالت الصحف المسائية، فلن يكون ممكنا التعرف على هويته. ولو كان الأمر كذلك، فلن يكون لدى الشرطة أي سبب خاص يدعوها لمراقبة متجر فيرلوك عن كثب أكثر من أي مكان آخر معروف أنه يتردد عليه اللاسلطويون المرصودون؛ مثلما لا يوجد سبب، في الواقع، لمراقبة أبواب سيلينوس. ستنشر الشرطة أعينها في كل مكان، بصرف النظر عن المكان الذي يذهب إليه. ولكن ...

Bog aan la aqoon