33

Wakiilka Qarsoodiga ah: Sheeko Fudud

العميل السري: حكاية بسيطة

Noocyada

كرر ببطء: «أصفه. لا أظن أنه سيكون ثمة أي اعتراض الآن. سأصفه لك في كلمة واحدة؛ فيرلوك.»

انتاب الفضول أوسيبون فقام عن كرسيه بضع بوصات، ثم خر جالسا، وكأن أحدا ضربه على وجهه. «فيرلوك! مستحيل.»

أومأ الرجل الضئيل رابط الجأش برأسه مرة واحدة. «نعم. إنه هو. لا يمكنك أن تقول في هذه الحالة إنني كنت أعطي متفجراتي لأول أحمق يأتي إلي. لقد كان عضوا بارزا في جماعتك حسب فهمي.»

قال أوسيبون: «أجل. عضو بارز. كلا، ليس بالضبط. كان مركز الاستخبارات العامة، وعادة ما كان يستقبل الرفاق الذين يأتون إلى هنا. إنه مفيد أكثر من كونه مهم. رجل بلا أفكار. منذ عدة سنوات كان يتحدث في الاجتماعات؛ في فرنسا، حسبما أظن. ولكنه لم يكن جيدا جدا. وثق فيه رجال مثل لاتور وموسير وكل تلك المجموعة القديمة. الموهبة الوحيدة التي أظهرها حقا كانت قدرته على التملص من انتباه الشرطة بطريقة ما. هنا، على سبيل المثال، لم يبد أن أحدا كان يراقبه كظله. كان متزوجا زواجا قانونيا، كما تعلم. أظن أنه أنشأ ذلك المتجر من مالها. وعلى ما يبدو أنه كان مربحا أيضا.»

توقف أوسيبون فجأة وتمتم في نفسه: «يا ترى ما الذي ستفعله هذه المرأة الآن؟» وغرق في أفكاره.

انتظر الآخر وهو يتظاهر بعدم الاكتراث. لم يكن أحد يعرف من أبويه، وكان يعرف عموما بلقبه وهو «البروفيسور». اكتسب هذا اللقب لأنه كان في السابق يعمل معيدا مساعدا في الكيمياء في أحد المعاهد الفنية. ثم تشاجر مع السلطات على خلفية تلقيه معاملة غير عادلة. بعد ذلك شغل وظيفة في معمل يتبع مصنع أصباغ. وفي تلك الوظيفة أيضا، عومل بظلم شديد. كفاحه وعوزه واجتهاده في العمل من أجل أن يرتقي بنفسه في السلم الاجتماعي، كل ذلك ملأه بقناعة راسخة في قدراته، التي صعبت على من حوله أن يعاملوه معاملة عادلة؛ يعتمد معيار هذه الفكرة اعتمادا كبيرا على صبر الفرد. كان البروفيسور عبقريا، ولكنه كان يفتقر إلى الفضيلة الاجتماعية الكبرى وهي الخضوع.

أفاق أوسيبون فجأة من تأمله العميق حول فقد السيدة فيرلوك لزوجها وعملها، وجاهر بقوله: «إنه تافه فكريا . صاحب شخصية عادية تماما.» ثم أردف بنبرة توبيخ: «أنت مخطئ في عدم الاستمرار في التواصل مع الرفاق أيها البروفيسور. هل قال لك أي شيء، أو أعطاك أي فكرة عن نواياه؟ فأنا لم أره منذ شهر. يبدو أنه من المستحيل أن يكون قد هلك.»

قال البروفيسور: «أخبرني أنه ستقام مظاهرة أمام مبنى. كان علي أن أعرف ذلك القدر لتحضير القنبلة. أوضحت له أنني لا أكاد أمتلك كمية كافية من أجل الحصول على تفجير مدمر كليا، ولكنه ضغط علي بشدة كي أبذل قصارى جهدي. وإذ أراد شيئا يمكن أن يحمله علانية في يده، اقترحت عليه أن نستخدم عبوة ورنيش قديمة بسعة جالون واحد تصادف أنها كانت معي. سر بالفكرة. واجهت بعض الصعوبات، لأنني اضطررت إلى قطع القاع أولا ولحمه مرة أخرى بعد ذلك. عندما كانت العبوة معدة للاستعمال، احتوت العبوة على وعاء من الزجاج السميك له فوهة واسعة ومحكم الغلق بالفلين وملئ ما حولها ببعض الطين الرطب واحتوت على ست عشرة أوقية من مسحوق «إكس تو» الأخضر. وصل المفجر بالقمة الملولبة للعبوة. كان ابتكارا عبقريا، يجمع بين ضبط الوقت وإحداث صدمة. شرحت له عمل النظام. احتوت العبوة على أنبوب رفيع من القصدير يلتف حول ...»

كان انتباه أوسيبون قد تشتت.

قاطعه: «ما الذي تظن أنه قد حدث؟» «لا يمكنني أن أخمن. ربما أحكم ربط الجزء العلوي، وهو ما من شأنه أن يحدث التوصيل، ثم نسي الوقت. كان الوقت مضبوطا على عشرين دقيقة. وعلى الجانب الآخر، بانتهاء عداد الوقت، تؤدي صدمة حادة إلى حدوث الانفجار على الفور. إما أنه ضبط الوقت على توقيت أقل مما ينبغي أو ببساطة ترك القنبلة تسقط. لقد حدث التوصيل كما يجب، ذلك واضح لي على أي حال. لقد عمل النظام كما ينبغي تماما. ومع ذلك قد تظن أنه من الأرجح أن أحمق عاديا في عجلة من أمره قد ينسى تماما أن يجري التوصيل. غالبا ما كنت أنشغل بهذا النوع من الفشل. ولكن هناك أنواع حمقى أكبر مما يمكن للمرء أن يحترز منهم. لا يمكنك أن تتوقع أن يكون المفجر محصنا من الحمقى.»

Bog aan la aqoon