1177 BC: Sanadkii Burburka Ilbaxnimada
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Noocyada
الشطب على كلمتي «ملك أخياوا» ليس خطأ في الطباعة في هذا الكتاب؛ وإنما هو شطب موجود على اللوح الطيني الخاص بتوداليا الرابع. بعبارة أخرى، ما لدينا هنا هو عبارة عن مسودة أولية للمعاهدة، والتي لا يزال من الممكن أن يحذف منها، أو يضاف إليها، أو تعدل فيها بنود. الأهم من ذلك، أن بحوزتنا عنصرا يدل على أن ملك أخياوا لم يعد يعتبر مساويا في المرتبة للقوى الكبرى الأخرى في عالم العصر البرونزي المتأخر؛ وهم ملوك مصر، وبابل، وآشور، والحيثيين.
من المنطقي أن نسأل عما حدث في منطقة إيجه، أو في الساحل الغربي للأناضول، ليتسبب في هذا الوضع. لا بد وأنها واقعة حديثة العهد إلى حد كبير؛ إذ نذكر أنه أثناء حكم حاتوسيلي الثالث، والد توداليا الرابع، كان الحاكم الحيثي قد أشار إلى ملك أخياوا على أنه «الملك العظيم» و«الأخ». ربما يمكن العثور على دليل في أحد نصوص أخياوا، المعروف باسم «رسالة ميلاواتا». توضح الرسالة، التي ترجع على الأرجح إلى زمن توداليا الرابع، بجلاء أن مدينة ميلاواتا (ميليتوس) والمنطقة المحيطة بها على الساحل الغربي للأناضول، والتي كانت يوما ما تمثل الوجود الرئيسي للميسينيين في المنطقة، لم تعد تتبع ملك أخياوا وإنما كانت حينئذ تحت سيطرة الحيثيين.
65
ربما كان ذلك يعني أن ملك أخياوا لم يعد ملكا عظيما في نظر الملك الحيثي. ومع ذلك، ينبغي أن نأخذ في الاعتبار احتمال أن تخفيض الملك الحيثي لمرتبة الحاكم الميسيني ربما كان نتيجة لحدث ما أكبر حجما، وأنه ربما يكون أمرا ما قد حدث في منطقة إيجه؛ أي في البر الرئيسي لليونان، كما سنرى في الفصل التالي. (8) الغزو الحيثي لقبرص
في غضون ذلك، وبينما كان كل ذلك يجري، قرر توداليا الرابع أن يهاجم جزيرة قبرص. كانت الجزيرة مصدرا رئيسيا للنحاس طوال الألفية الثانية قبل الميلاد، ومن المحتمل أن الحيثيين قرروا أن يحاولوا السيطرة على هذا المعدن الثمين، الذي يشكل العنصر الأساسي لصنع البرونز. ومع ذلك، لسنا متيقنين بشأن دوافعه للهجوم على قبرص. ربما كان لها، بدلا من ذلك، علاقة بالظهور المحتمل لشعوب البحر في المنطقة أو بالجفاف الذي يعتقد أنه قد حدث في منطقة شرق المتوسط في ذلك الوقت، كما دلت اكتشافات علمية حديثة وكذلك نصوص معروفة منذ عهد بعيد تذكر شحنة مساعدات طارئة من الحبوب أرسلت من أوغاريت في شمال سوريا إلى ميناء أورا في كيليكية (الواقعة في جنوب شرق تركيا).
66
ثمة نقش، كتب في الأصل على تمثال لتوداليا لكنه أعيد نسخه بعد ذلك على لوح من زمن ابن توداليا، سابيليوليوما الثاني، مكتوب فيه: «قبضت على ملك ألشية وزوجاته، وأبنائه، ... كل الأغراض، بما في ذلك الفضة والذهب، وكل الأسرى أخذتهم وجلبتهم عائدا إلى حاتوسا. استعبدت بلد ألشية، وجعلتها تابعة على الفور.»
67
لم يعد سابيليوليوما الثاني نسخ نقش توداليا الرابع فحسب، بل زيادة على ذلك أخضع هو نفسه قبرص. ونص النقش المتعلق باستيلائه عسكريا على قبرص كالتالي: «أنا، سابيليوليوما، الملك العظيم، [ركبت] بسرعة البحر. وحاربت سفن ألشية في معارك بحرية ثلاث مرات. فقضيت عليهم. واستوليت على السفن وأشعلت فيها النيران في عرض البحر. وعندما وصلت إلى اليابسة من جديد، عندئذ هاجمني العدو من أرض ألشية في حشود [فقاتلتهم].»
68
Bog aan la aqoon