1177 BC: Sanadkii Burburka Ilbaxnimada
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Noocyada
كانت الأسماء الأخرى في قائمة قاعدة التمثال هذه غير اعتيادية للغاية، ومع ذلك يمكن التعرف عليها على الفور تقريبا، حتى إن أول عالم مصريات ينشرها باللغة الإنجليزية، وهو البروفسير البارز كينيث كيتشن من جامعة ليفربول، كان مترددا في البداية في اقتراح ترجمة لها، خوفا من سخرية الأكاديميين. في مذكرته المختصرة الأولى عن نقش قاعدة التمثال، التي لم تتعد بضع صفحات في عدد عام 1965 من الدورية العلمية «أورينتاليا»، أبدى كيتشن بحرص ملاحظة قال فيها: «لا أكاد أود أن أسجل الفكرة التالية؛ ويمكن للقراء أن يتجاهلوها إن شاءوا. يبدو الاسمان أمنيسا وكونوسا على نحو غير مريح مثل أمنيسو[س] و... كنوسوس، المستعمرتين القديمتين الشهيرتين على الساحل الشمالي لكريت.»
3
في الأعوام التي تلت ذلك، عمل عدد من الباحثين على محاولة التعرف على الأسماء الواردة في القائمة والتوصل إلى المعنى الكامن وراء ظهورها. نشر الباحث الألماني إلمار إيديل أول دراسة مستفيضة عن قوائم قواعد التماثيل الخمس كلها في عام 1966؛ ونشرت طبعة ثانية لها، محدثة وتضم مراجعات وتصحيحات، منذ أعوام قليلة فحسب، بعد أربعين عاما، في عام 2005. في تلك الفترة، كرس الكثير من الباحثين الآخرين قدرا كبيرا من الفكر والكتابات من أجل التوصل إلى التفسيرات المحتملة للقائمة.
4
أول أسماء ترد في القائمة، بعد اسمي كفتيو (كريت) وتاناجا (البر الرئيسي لليونان) اللذين يأتيان على رأس القائمة، هي بضعة أسماء لمواقع مينوية مهمة على جزيرة كريت، تشمل كنوسوس وميناءها أمنيسوس، يليهما فايستوس وكيدونيا، المدرجتان بترتيب يمضي من الشرق إلى الغرب. كل هذه المواقع إما كان بها قصور مينوية أو، في حالة أمنيسوس، كانت ميناء لقصر مينوي قريب. بعد ذلك تأتي في القائمة جزيرة كيثيرا، الواقعة في منتصف الطريق بين كريت والبر الرئيسي لليونان، ثم بعد ذلك تأتي مواقع وأقاليم ميسينية مهمة على البر الرئيسي لليونان، تشمل ميسيناي وميناءها ناوبليون، وإقليم ميسينيا، وربما مدينة ثيفا في إقليم بيوتيا. آخر ما يرد في القائمة هو المزيد من الأسماء من كريت المينوية، وهذه المرة بترتيب من الغرب إلى الشرق ويشمل مجددا أمنيسوس.
تبدو القائمة على نحو يدعو إلى الشك مثل مسار رحلة ذهاب وإياب من مصر إلى منطقة إيجه. حسب ترتيب الأسماء، توجه المسافرون من مصر أولا إلى كريت، ربما لزيارة شخصية ملكية مينوية وتجار مينويين كان المصريون، بحلول هذه المرحلة، قد أصبحوا معتادين على التعامل معهم على مدى نحو قرن. وبعد ذلك واصلوا رحلتهم، عن طريق كيثيرا، إلى البر الرئيسي لليونان لزيارة الميسينيين؛ القوة الجديدة على الساحة، الذين كانوا آخذين في السيطرة على طرق التجارة إلى مصر والشرق الأدنى محل المينويين في تلك الفترة. وبعد ذلك عادوا إلى مصر عن طريق كريت باعتباره أسرع وأقصر الطرق، متزودين في أمنيسوس بالماء والطعام باعتباره أحد آخر التوقفات في رحلة العودة للديار، مثلما كانوا قد جعلوا ذلك الميناء محطة توقفهم الأولى بعد فترة وجيزة من انطلاقهم.
تعد القوائم الموجودة على قواعد التماثيل بمجملها فهرسا للعالم المعروف للمصريين في عهد أمنحتب الثالث. كانت غالبية الأسماء معروفة بالفعل من وثائق ومعاهدات أخرى؛ فمن بين هذه الأسماء المألوفة نجد الحيثيين والكيشيين/البابليين (الذين سنورد المزيد عنهم أدناه)، بالإضافة إلى مدن في كنعان. ومع ذلك، كانت أسماء الأماكن الإيجية (وما زالت) استثنائية وكانت منحوتة وفق ترتيب معين. بل إن بعضها أعيد نحته بوجه خاص، حيث أعيد حفر الأسماء الثلاثة الأولى (بما يتناسب مع قيمها الراهنة) في مرحلة ما قبل أو أثناء عرض القائمة على مرأى الناس.
5
يعتقد بعض الباحثين أن هذه القائمة ليست سوى دعاية، تفاخر لا أساس له من قبل فرعون كان قد سمع عن أماكن بعيدة وتاق إلى إخضاعها أو رغب في إقناع الناس بأنه قد فعل. يعتقد آخرون أن القائمة ليست تعظيما زائفا للذات، وإنما هي مستندة إلى معرفة فعلية وصلات حقيقية في ذلك الزمن البعيد. يبدو هذا التفسير الأخير أرجح؛ إذ إننا نعرف، من التصويرات العديدة الأخرى في مقابر النبلاء التي يرجع تاريخها إلى زمن حتشبسوت وتحتمس الثالث في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، أنه كان يوجد اتصالات متعددة مع منطقة إيجه أثناء ذلك الوقت المبكر، منها حالات جاء فيها سفراء دبلوماسيون و/أو تجار إلى مصر حاملين هدايا. من المحتمل أن تلك الاتصالات استمرت حتى القرن التالي ، أثناء حكم أمنحتب الثالث. إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون لدينا هنا أقدم تسجيل مكتوب لرحلة ذهاب وإياب من مصر إلى منطقة إيجه، رحلة جرت منذ أكثر من أربعة وثلاثين قرنا، قبل عقود قليلة من حكم الملك الصبي توت عنخ آمون للبلاد الخالدة.
يبدو الاقتراح القائل بأننا نطالع توثيقا لرحلة في أوائل القرن الرابع عشر قبل الميلاد من مصر إلى منطقة إيجه، وليس تسجيلا لمجيء الميسينيين والمينويين إلى مصر، معقولا للسبب المذهل التالي. يوجد عدد من الأغراض، منحوتا عليها الخرطوشة (وهو شكل بيضاوي يحوي اسما ملكيا) التي تحتوي على اسم أمنحتب الثالث أو زوجته الملكة تيي، والتي عثر عليها أثريون في ستة مواقع متفرقة في أنحاء منطقة إيجه؛ على جزيرة كريت، وفي البر الرئيسي لليونان، وعلى جزيرة رودس. يوجد علاقة ترابط بين أماكن العثور على هذه الأغراض في منطقة إيجه والمواقع المذكورة أسماؤها في القائمة الإيجية؛ حيث إن أربعة مواقع من الستة متضمنة ضمن الأسماء المحفورة عليها.
Bog aan la aqoon