1177 BC: Sanadkii Burburka Ilbaxnimada
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Noocyada
ومع ذلك، لم يكن سيفا حيثيا تقليديا وإنما كان نوعا لم تقع عليه عين من قبل في الإقليم. بالإضافة إلى ذلك، كان يوجد عليه نقش حفر في النصل. من بداية الأمر ثبت أن قراءة النقش أسهل من التعرف على صناعة السيف؛ ولذلك تمت الترجمة أولا. كانت ترجمة نص النقش المكتوب باللغة الأكادية - اللغة الدبلوماسية للعصر البرونزي في الشرق الأدنى القديم - والذي جرى فيه استخدام رموز مسمارية (وتدية الشكل)، كالآتي: «بتدمير دوثاليا الملك العظيم لبلاد أسوا، وهب هذه السيوف لإله العاصفة، ربه.»
50
يشير النقش إلى ما يطلق عليه تمرد أسوا، الذي أخمده الملك الحيثي توداليا (دوثاليا) الأول أو الثاني سنة 1430 تقريبا (ذكرنا هنا «الأول أو الثاني» لأننا لسنا متيقنين مما إذا كان الملك الأول أو الثاني الذي حمل ذلك الاسم). كانت الثورة معروفة بالفعل للباحثين الذي يدرسون الإمبراطورية الحيثية بسبب عدد من النصوص الأخرى، التي كتبت كلها بكتابة مسمارية على ألواح طينية، التي عثر عليها أثريون ألمان كانوا ينقبون في حاتوسا في وقت سابق خلال القرن العشرين. غير أن السيف كان أول سلاح، وأول قطعة أثرية من أي نوع، في هذا الصدد، أمكن ربطها بالثورة. واضح من النقش رجحان وجود المزيد من السيوف التي ما زال يتعين العثور عليها. ومع ذلك، قبل أن نمضي قدما، سنمضي بعض الوقت بين الحيثيين، وفي تحديد موقع أسوا، وفي بحث أمر التمرد. سننظر في السبب وراء كون هذا دليلا على وجود حالة قديمة لمبدأ الدولية، وربما على أن حرب طروادة جرت قبل ذلك بمائتي سنة ولأسباب مختلفة عن تلك التي قدمها هوميروس. (9) استطراد: اكتشاف الحيثيين ونظرة عامة عنهم
يتعين أولا أن نشير إلى أن الحيثيين، رغم كونهم يحكمون إمبراطورية ضخمة من وطنهم في وسط الأناضول طوال جزء كبير من الألفية الثانية قبل الميلاد، كانوا مجهولين تاريخيا، على الأقل من الناحية الجغرافية، حتى مائتي سنة مضت فقط.
51
كان الحيثيون معروفين لباحثي الكتاب المقدس بسبب ذكرهم في الكتاب المقدس العبري، حيث يدرجون باعتبارهم من ضمن شعوب كثيرة (مثل الحويين، والعموريين، واليبوسيين، وهكذا) عاشت في كنعان أثناء أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، وكانت تتعامل مع العبرانيين/بني إسرائيل وفي النهاية خضعت لهم. يحكي لنا الكتاب المقدس، على سبيل المثال، أن إبراهيم اشترى مدفنا لزوجته سارة من عفرون الحيثي (سفر التكوين، الإصحاح 23، الآيات 3-20)، وأن بثشبع زوجة الملك داود كانت متزوجة أولا من أوريا الحيثي (سفر صموئيل الثاني، الإصحاح 11، الآيات 2-27)، وأن الملك سليمان كان له «نساء حيثيات» ضمن زوجاته (سفر الملوك الأول، الإصحاح 11، الآية 1). ومع ذلك، فإن الجهود الأولى للعثور على الحيثيين في الأراضي التوراتية باءت بالفشل، على الرغم من الموقع الجغرافي المعين المحدد بدقة في الإعلان الذي صرح به موسى من العليقة المتقدة نارا: «فنزلت لأنقذهم [بني إسرائيل] من أيدي المصريين، وأصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة، إلى أرض تفيض لبنا وعسلا، إلى مكان الكنعانيين والحيثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين» (سفر الخروج، الإصحاح 3، الآية 7).
52
خلال تلك الأثناء، كان مستكشفو أوائل القرن التاسع عشر - مثل يوهان لودفيج بركهارت، الذي كان رجلا سويسريا مولعا بارتداء الملابس المحلية الشرق أوسطية (وكان يطلق على نفسه اسم «الشيخ إبراهيم») من أجل تيسير عمليات الاستكشاف التي كان يقوم بها - يكتشفون بقايا حضارة من العصر البرونزي لم تكن معروفة في السابق، وبخاصة في الهضبة الوسطى لتركيا. وأمكن إيجاد الرابط في نهاية الأمر. في عام 1879، في مؤتمر في لندن، أعلن عالم الآشوريات المعتبر إيه إتش سايس أن الحيثيين لم يكونوا موجودين في كنعان وإنما في الأناضول؛ أي، في تركيا وليس في إسرائيل/لبنان/سوريا/الأردن. لاقى إعلانه قبولا عاما، وما زال هذا الأمر مقبولا في يومنا هذا، ولكن يتعين على المرء أن يتساءل كيف أمكن أن يخطئ الكتاب المقدس خطأ كبيرا كهذا.
الإجابة في الواقع منطقية بدرجة كبيرة؛ فبقدر ما امتدت الإمبراطورية البريطانية من أراضي إنجلترا الفعلية، كذلك أيضا امتدت الإمبراطورية الحيثية غربا في تركيا وجنوبا إلى سوريا. ومثلما تستمر بعض البلدان التي كانت سابقا جزءا من الإمبراطورية البريطانية في لعب الكريكت وشرب شاي ما بعد الظهيرة، بعدما زالت الإمبراطورية الأصلية بوقت طويل، كذلك أيضا احتفظت بعض المناطق التي كانت سابقا تتبع الإمبراطورية الحيثية في شمال سوريا بأجزاء من الثقافة، واللغة والديانة الحيثية؛ لدرجة أننا نشير إلى أهلها الآن بالحيثيين الجدد، الذين ازدهروا أثناء السنوات الأولى من الألفية الأولى قبل الميلاد. وبحلول وقت تدوين الكتاب المقدس، في وقت ما بين القرنين التاسع والسابع قبل الميلاد وذلك وفق السلطات الدينية، كان الحيثيون الأصليون قد اختفوا منذ وقت طويل، لكن خلفاءهم، الحيثيين الجدد، كانوا مستقرين تماما في الجزء الشمالي من أرض كنعان. وما من شك في أنه كان يوجد تفاعل بينهم وبين بني إسرائيل وشعوب منطقة الشام الأخرى، مما يضمن ذكرهم في الروايات التوراتية ويحدث خلطا غير مقصود لدى المستكشفين اللاحقين الذين يبحثون عن الحيثيين الأصليين.
53
Bog aan la aqoon