1177 BC: Sanadkii Burburka Ilbaxnimada

Muhammad Hamid Darwish d. 1450 AH
156

1177 BC: Sanadkii Burburka Ilbaxnimada

١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة

Noocyada

112

لذلك، إذا كانت حضارات العصر البرونزي المتأخر متسمة حقا بالعولمة ومعتمدة على بعضها البعض فيما يتعلق بالبضائع والخدمات، ولو حتى لدرجة معينة، فإن التغير في واحدة من الممالك ذات الصلة، مثل الميسينيين أو الحيثيين، من المحتمل أن يؤثر عليها جميعا ويفقدها الاستقرار.

علاوة على ذلك، من المهم بوجه خاص إمكانية أن ينظر إلى ممالك، وإمبراطوريات، ومجتمعات العصر البرونزي المتأخر في إيجه وشرق المتوسط باعتبار كل واحد منها نظاما سياسيا اجتماعيا مستقلا. وكما يقول دارك، فإن تلك «الأنظمة السياسية الاجتماعية المعقدة سوف تبدي ديناميكية داخلية تؤدي بها إلى أن تزداد تعقيدا ... فكلما ازداد تعقيد نظام ما، صار أكثر عرضة للانهيار.»

113

لذلك، في إيجه وشرق المتوسط في العصر البرونزي المتأخر، لدينا أنظمة سياسية اجتماعية مستقلة، هي الحضارات المختلفة، كانت تزداد تعقيدا؛ ومن ثم صارت على ما يبدو أكثر عرضة للانهيار. في الوقت نفسه، لدينا أنظمة معقدة، هي شبكات التجارة، كانت تتسم بالاعتمادية المتبادلة وكذلك بالتعقيد في علاقاتها؛ ومن ثم كانت عرضة لعدم الاستقرار ما إن حدث تغيير في واحد من الأجزاء المتكاملة. وهنا يمكن لترس معطوب واحد، في آلة تعمل بصورة جيدة، أن يحول الآلة كلها إلى كومة من الخردة، مثلما يمكن لذراع توصيل مخلوعة أن تدمر محرك سيارة في وقتنا الحالي.

لذلك، بدلا من تصور نهاية مروعة عموما، على الرغم من أنه من المحتمل أن مدنا وممالك معينة مثل أوغاريت واجهت نهاية مأساوية خاطفة وملتهبة، ربما من الأفضل أن نتخيل أن نهاية العصر البرونزي المتأخر كانت بالأحرى عبارة عن مسألة تفكك عشوائي، رغم كونه تدريجيا، لمناطق وأماكن كانت يوما ما مناطق وأماكن كبرى وكانت متصلة بعضها ببعض، لكنها بعدئذ تضاءلت وانعزلت، مثل ميسيناي، بسبب تغيرات داخلية و/أو خارجية أثرت في واحد أو أكثر من الأجزاء المتكاملة للنظام المعقد. من الواضح أن ذلك الضرر كان من شأنه أن يؤدي إلى تعطيل الشبكة. يمكننا أن نتصور شبكة طاقة كهربائية تعطلت، ربما جراء عاصفة أو زلزال، حيث يظل بمقدور شركة الكهرباء أن تنتج الطاقة ولكن ليس بوسعها أن تخرجها إلى الأفراد المستهلكين؛ نرى أحداثا كتلك سنويا في الولايات المتحدة، والتي تنجم عن كل شيء وأي شيء من زوابع في أوكلاهوما إلى عواصف ثلجية في ماساتشوستس. إذا كان التعطيل مستداما، كما قد يكون الحال في كارثة كبرى، مثل انفجار نووي في يومنا هذا، فسينتهي الأمر بتوقف إنتاج الكهرباء. قد يصدق هذا التشبيه على العصر البرونزي المتأخر، وإن كان بمستوى تقني أدنى.

وعلاوة على ذلك، كما تشير بيل، فإن عاقبة عدم الاستقرار ذاك هي أنه عندما ينهار النظام المعقد، «ينقسم إلى كيانات أصغر»، وهو بالضبط ما نراه في العصر الحديدي الذي يلي نهاية حضارات العصر البرونزي هذه.

114

لذلك، يبدو أن استخدام نظرية التعقيد، التي تسمح لنا بأن نخطو خطوة إلى الأمام بكل من نظرية الكارثة وانهيار الأنظمة، قد يكون أفضل نهج لتفسير نهاية العصر البرونزي المتأخر في إيجه وشرق المتوسط في الأعوام التي تلت 1200ق.م لا تتعلق الأسئلة الحقيقية ب «من فعل ذلك؟» ولا «ما الحدث الذي تسبب في ذلك؟» لأنه يبدو أن عددا كبيرا من العناصر والأشخاص كان منخرطا في الأمر، بقدر ما تتعلق ب «لماذا حدث ذلك؟» و«كيف حدث؟» وثمة سؤال مطروح آخر مختلف تماما، وهو السؤال الذي يتعلق بما لو كان ممكنا تفادي الأمر.

ومع ذلك، فباقتراح أنه ينبغي استخدام نظرية التعقيد في تحليل أسباب انهيار العصر البرونزي المتأخر، ربما يكون جل ما نفعله هو أننا نطبق مصطلحا علميا (أو ربما كان زائفا من الناحية العلمية) على وضع لا يشتمل على معلومات كافية من أجل استخلاص نتائج قاطعة. يبدو الأمر جيدا، ولكن هل يؤدي حقا إلى تعزيز فهمنا؟ هل يتعدى مجرد كونه طريقة جذابة لقول حقيقة واضحة تماما؛ ألا وهي أن الأمور المعقدة يمكن تفكيكها بطرق شتى؟

Bog aan la aqoon