1177 BC: Sanadkii Burburka Ilbaxnimada
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Noocyada
ومع أنه ليس ثمة شك في أن الخصخصة ربما تكون قد بدأت على هيئة منتج ثانوي لتجارة القصور، فمن غير الواضح بالمرة أن هذه الخصخصة بعد ذلك قوضت في نهاية المطاف نفس الاقتصاد الذي كانت قد نبعت منه.
62
في أوغاريت، على سبيل المثال، أشار الباحثون إلى أنه رغم أنه كان واضحا أن المدينة أحرقت وأخليت من سكانها، فليس ثمة دليل، لا في النصوص التي عثر عليها في الموقع ولا في البقايا نفسها، على أن التدمير والانهيار كانا بسبب أصحاب أعمال لا مركزيين قوضوا الدولة وسيطرتها على التجارة الدولية.
63
في الواقع، بالمزج بين الملاحظات النصية وحقيقة أنه من الواضح أن أوغاريت دمرت جراء حريق، وأنه يوجد أسلحة في الحطام، يجوز لنا بكل ثقة أن نكرر أنه على الرغم من أن بذور اللامركزية كانت موجودة في أوغاريت، فمن شبه المؤكد أن الحرب والقتال هما ما تسببا في التدمير النهائي، مع اعتبار الغزاة الخارجيين الجناة المحتملين. يختلف هذا السيناريو اختلافا كبيرا للغاية عن ذلك الذي تصورته شيرات وزملاؤها الذين يشاطرونها الرأي. ومع ذلك، ليس من المؤكد أن هؤلاء الغزاة كانوا شعوب البحر، على الرغم من أنه من المثير للفضول أن أحد النصوص التي عثر عليها في أوغاريت يذكر تحديدا الشيكيلا/الشيكليش، المعروفين من نقوش شعوب البحر المنسوبة لمرنبتاح ورمسيس الثالث.
على أي حال، حتى لو كانت مسألتا اللامركزية والتجار المستقلين الذين كانوا يعملون لحسابهم الخاص من المسائل المطروحة، فيبدو من غير المرجح أن يكونا قد تسببا في انهيار العصر البرونزي المتأخر، بمفردهما على الأقل. وبدلا من تقبل فكرة تقويض التجار الذين كانوا يعملون لحسابهم الخاص ومشاريعهم لاقتصاد العصر البرونزي، ربما ينبغي أن نأخذ في الاعتبار الاقتراح البديل الذي مفاده أنهما انبثقا ببساطة عن الفوضى الناجمة عن الانهيار، كما اقترح جيمس مولي من جامعة بنسلفانيا منذ عشرين عاما. لم يعتبر مولي القرن الثاني عشر قبل الميلاد عالما يسيطر عليه «غزاة البحر، والقراصنة، والمرتزقة اللصوص»، وإنما اعتبر أنه كان عالما يضم «أربابا لمشاريع المال والتجارة، الذين يستغلون فرصا اقتصادية جديدة، وأسواقا جديدة، ومصادر جديدة للمواد الخام.»
64
من قلب الفوضى، تنبع الفرصة، على الأقل للقلة المحظوظة، كما هو الحال دائما. (6) هل كانت شعوب البحر هي الفاعلة؟ ومن أين جاءت؟
نصل، أخيرا، إلى النظر بشأن مسألة شعوب البحر، التي تظل غامضة ومحيرة كما هو حالها دائما. سواء نظر إلى أولئك القوم على أنهم كانوا غزاة بحر أو سكانا نازحين، فإن الأدلة الأثرية وكذلك النصية تشير إلى أن شعوب البحر، بصرف النظر عن لقبهم، ارتحلوا على الأرجح برا وبحرا؛ أي بأي وسيلة ممكنة.
وعلى الأرجح أن أولئك الذين انطلقوا بحرا ارتحلوا بمحاذاة الساحل، بل حتى كانوا يرسون على مرفأ آمن كل مساء . غير أنه لا يزال ثمة تساؤلات فيما يتعلق بما إذا كانت سفن الأعداء المذكورة في الرسائل الأوغاريتية تخص شعوب البحر أم تخص أعضاء متمردين من مملكتهم، كما أوحت الرسالة التي أرسلها إيشوارا، حاكم ألشية.
Bog aan la aqoon