1177 BC: Sanadkii Burburka Ilbaxnimada
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Noocyada
وكتب أحد ملوك أوغاريت إلى مراسل غير محدد، ولكنه ربما كان من العائلة الملكية أو شخصا رفيع المستوى، يقول: «معي [هنا]، الوفرة [تحولت إلى] مجاعة.»
27
يوجد أيضا نص من ملك صور، الواقعة على المنطقة الساحلية لما يعرف حاليا بلبنان، إلى ملك أوغاريت. تبلغ الرسالة الملك الأوغاريتي بأن سفينته، التي كانت في طريق عودتها من مصر محملة بالحبوب، قد علقت في عاصفة: «سفينتك التي أرسلتها إلى مصر، قضت نحبها [تحطمت] في عاصفة عاتية بالقرب من صور. استعيدت السفينة وأخذ مسئول [أو ربان] الإنقاذ كل الحبوب من جرارها، ولكني أخذت كل حبوبهم، وكل رجالهم، وكل متعلقاتهم من مسئول [أو ربان] الإنقاذ، وأعدت [كل شيء] إليهم. و[الآن] تتلقى سفينتك الرعاية في عكا، بدون حمولة.» بعبارة أخرى، إما أن السفينة كانت قد التمست ملاذا وإما أن حمولتها قد أنقذت بنجاح. في كلتا الحالتين، كان طاقم السفينة والحبوب التي كانت تحملها في مأمن وفي انتظار أوامر الملك الأوغاريتي.
28
ويبدو أن السفينة نفسها كانت راسية في ميناء مدينة عكا، حيث يمكن للمرء في زمننا الحالي أن يجلس في مطعم لطيف على شاطئ البحر ويتخيل الأنشطة الصاخبة التي كانت تجري هناك منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام.
ولكن لا يزال غير مؤكد العامل، أو توليفات العوامل، التي يمكن أن تكون قد تسببت في المجاعة (أو المجاعات) في شرق المتوسط أثناء هذه العقود. تتضمن العناصر التي يمكن النظر فيها الحرب وأوبئة الحشرات، ولكن ثمة احتمالا كبيرا في أن يكون التغير المناخي المصحوب بالجفاف قد حول بلادا كانت ذات يوم خصيبة وارفة إلى منطقة شبه صحراوية قاحلة. غير أنه حتى وقت قريب، لم يكن ثمة أدلة محتملة على التغير المناخي أو الجفاف سوى الوثائق النصية الأوغاريتية والشرق متوسطية الأخرى التي تتضمن تقارير عن المجاعة، وحتى تلك الأدلة لم تكن مباشرة. نتيجة لذلك، ظلت المسألة لعقود محل جدل من حين لآخر بين الباحثين.
29
غير أن الموضوع استمد مؤخرا زخما جديدا نتيجة لاكتشافات نشرها فريق دولي من الباحثين، يضم ديفيد كانيوسكي وإليز فان كامبو من جامعة تولوز في فرنسا وهارفي وايس من جامعة ييل، الذين يقترحون أنهم ربما يكون لديهم أدلة علمية مباشرة على التغير المناخي والجفاف في إقليم البحر المتوسط في نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد؛ إذ إن بحثهم، الذي كان يقترح في البداية أن انتهاء العصر البرونزي المبكر في بلاد الرافدين، قرب نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد، ربما نتج عن تغير مناخي، قد توسع حاليا ليقترح أن نفس الأمر يمكن أن يكون قد حدث في نهاية العصر البرونزي المتأخر أيضا.
30
باستخدام بيانات من موقع تل تويني (جيبالا القديمة) في شمال سوريا، أشار الفريق إلى أنه ربما كان ثمة «عدم استقرار في المناخ وفترة من الجفاف الشديد» في المنطقة في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد.
Bog aan la aqoon