1177 BC: Sanadkii Burburka Ilbaxnimada
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Noocyada
لذلك، علينا أن نلتمس في مكان آخر تفسيرا مختلفا، أو ربما مكملا، لانقضاء العصر البرونزي المتأخر في منطقتي إيجه وشرق المتوسط. (2) التغير المناخي، والجفاف، والمجاعة
أحد الاقتراحات التي يفضلها الباحثون - وخاصة أولئك الذين لا يسعون فحسب إلى تفسير نهاية العصر البرونزي المتأخر بل أيضا إلى تفسير سبب بدء شعوب البحر لهجراتها - هو التغير المناخي، لا سيما التغير المناخي المتمثل في الجفاف، المؤدي إلى المجاعة. على الرغم من أن النظريات التي صاغها علماء الآثار غالبا ما تعكس الحقبة، أو العقد، أو حتى السنة التي ينشرون فيها، فإن تلك الفرضيات المتعلقة بآثار التغير المناخي المحتمل في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد تسبق بعقود عديدة انشغالنا الحالي بالتغير المناخي.
على سبيل المثال، كان الجفاف منذ وقت طويل هو التفسير المفضل للباحثين السابقين لانتقال شعوب البحر خارج أقاليم غرب المتوسط إلى الأراضي الواقعة جهة الشرق. وافترضوا أن جفافا في شمال أوروبا قد أجبر السكان على النزوح إلى منطقة البحر المتوسط، حيث أزاح سكان صقلية، وسردينيا، وإيطاليا، وربما أيضا أولئك الذين كانوا يسكنون منطقة إيجه. إن كان ذلك حدث، فربما يكون قد أشعل شرارة سلسلة من التفاعلات التي توجت بانتقال شعوب البحر بعيدا في منطقة شرق المتوسط. فيما يتعلق بالأمثلة على موجات الجفاف التي تسببت في بدء عمليات نزوح بشري واسعة النطاق، ليس على المرء إلا أن يعود بذاكرته إلى الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن العشرين والجفاف الذي تسبب في «قصعة الغبار» الشهيرة، التي أدت إلى نزوح كبير لعائلات من أوكلاهوما وتكساس إلى كاليفورنيا.
يشار إلى هذا النوع من النزوح في كثير من الأحيان باسم «الدفع والجذب»، حيث تدفع الظروف السلبية في المناطق الأصلية السكان خارجها وتغري، أو تجذب، الظروف الإيجابية في مناطق الوجهة المقصودة النازحين الجدد في ذلك الاتجاه. وكما أوضح عالم الآثار البريطاني جاي ميدلتون، يمكن أن يضاف إلى هذين التصنيفين أمران آخران هما «البقاء» و«القدرة»؛ العوامل التي تسهم في الرغبة في البقاء في الديار في نهاية الأمر، والعوامل المتعلقة بالقدرة على النزوح بالفعل، والتي تشمل الدراية بالإبحار، والطرق التي يمكن سلكها، وما إلى ذلك.
14
ربما تكون أشهر الحجج، التي تصب في صالح أن حدوث جفاف كان عاملا مؤثرا في زوال العصر البرونزي المتأخر في منطقة إيجه، قد طرحت بالكامل منذ خمسين عاما، في منتصف ستينيات القرن العشرين، بواسطة ريس كاربنتر، الذي كان أستاذا في علم الآثار بكلية برين ماور. نشر كاربنتر كتابا موجزا جدا ولكنه مؤثر للغاية ذهب فيه إلى أن الحضارة الميسينية سقطت بفعل جفاف طويل أثر تأثيرا بالغا على منطقتي البحر المتوسط وإيجه. واستند في حججه على ما بدا أنه انخفاض جذري نوعا ما في عدد السكان على البر الرئيسي لليونان تبع نهاية العصر البرونزي.
15
إلا أن البحوث الأثرية وعمليات التنقيب اللاحقة أظهرت أن انخفاض عدد السكان لم يكن جذريا بقدر ما اعتقد كاربنتر. وإنما حدث انتقال للسكان إلى مناطق أخرى في اليونان أثناء العصر الحديدي، وهو الأمر الذي ربما لم يكن له صلة تذكر بجفاف محتمل؛ ومن ثم نحيت الآن جانبا نظرية كاربنتر المبتكرة، رغم أنه ربما ينبغي إحياؤها من جديد في ضوء البيانات الجديدة (انظر ما يلي).
16
نترك الحديث عن الجفاف قليلا ، ونتحول إلى المجاعة، ويمكننا أن نلاحظ أن الباحثين أشاروا منذ وقت طويل إلى النصوص المكتوبة التي تتحدث بوضوح عن مجاعات وعن الحاجة إلى الحبوب في الإمبراطورية الحيثية وفي أماكن أخرى في شرق المتوسط في نهاية العصر البرونزي.
Bog aan la aqoon