Call to the Vatican: Review Your Sacred Scriptures
نداء إلى الفاتيكان راجعوا أسفاركم المقدسة
Daabacaha
مؤسسة دار الشعب
Goobta Daabacaadda
القاهرة
Noocyada
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الكتاب: نداء إلى الفاتيكان راجعوا أسفاركم المقدسة
(المتناقضات العلمية في أسفار العهد القديم والجديد)
المؤلف: مصطفي عبد اللطيف درويش
الناشر: مؤسسة دار الشعب - القاهرة
عدد الأجزاء: ١
تنبيه:
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
جَزَى اللَّهُ كَاتِبَهُ وَمَنْ تَحَمَّلَ نَفَقَةَ الْكِتَابَةِ خَيرَ الجَزَاءِ وَأَوفَاهُ.
1 / 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقَدِّمَة
* لا شك أننا نحن المسلمين نؤمن بأن الله تعالى أنزل القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وأن هذه الكتب وحي من الله تعالى على أنبيائه محمد وعيسى وموسى وداود وإبراهيم ﵈ وأن هذه الكتب جميعها لا تختلف فيما تدعو إليه من عقيدة وهي عبادة الله وحده لا شريك له خالق السموات والأرض والعالمين كما تدعو إلى العدل والفضائل والأخلاق التي لا تختلف باختلاف العصور والأزمان وقد تختلف في أشياء فرعية هي طريقة العبادة وكيفية الصلاة وما يقال فيها والمناسك وطريقة أدائها ومهما اختلفت الشرعة والمنهاج فالغاية عبادة الإله الواحد وهو الله الموصوف في كل هذه الكتب بصفات الكمال والجلال والتي تتعالى عن كل ما يعرفه الإنسان من صفات للمخلوقات.
* وهذه الكتب كلها كلام الله بلغ لعباده عن طريق رسله الذين اصطفاهم لذلك ويصل إلى الرسل أما عن طريق التلقي المباشر أو بواسطة الملك المأمور بالنزول وتبليغ الكلام للرسل ليبلغوه بدورهم إلى الناس.
1 / 2
* وهذه الكتب ليست من كلام الرسل ولذلك نحن المسلمين نفرق بين القرآن والحديث فالأول كلام الله والثاني يدخل فيه كلام رسول الله ﷺ.
* وكذلك وصف الأصحاب الملاصقين للرسل لما حدث معهم والوقائع والأحداث التي عاصروها لا يسمى كل ذلك بالوحي فلو أن الأصحاب الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعلي نقل عنهم وصف لأحداث ووقائع حدثت مع رسول الله ﷺ لا نقول عنه وحي لا يقبل المناقشة كالقرآن.
* ونحن نقول التوراة كتاب الله أنزله على موسى ولا نقول أبدًا التوراة ما يتداول بين الناس ونقل منسوبًا إلى الكتاب في وصف الوقائع والأحداث التي كانت مع موسى.
* ونحن نقول الإنجيل كلام الله أنزله على المسيح عيسى ابن مريم ولا نقول الإنجيل ما كتبه التلاميذ الأربعة مما شاهدوه أو نقل إليهم عن أحداث ووقائع كانت مع المسيح عيسى ابن مريم فذلك إن صح أسلوبهم الخاص وتعبيرهم عن هذه الوقائع متأثرًا باتجاهاتهم الخاصة ومشاعرهم وميولهم العقائدية.
والقرآن أثبت أن الإسرائيليين حرفوا التوراة والإنجيل ويف نفس الوقت أمرنا بالإيمان بهما فكيف يتحقق ذلك؟
هذا الأمر بالإيمان بهما يقف عند حد نزول التوراة على موسى والإنجيل على المسيح عيسى دون بحث عن تفاصيلهما لأن الكتاب المصدق لهما وهو القرآن أتى بكل شيء أما التفاصيل الآن فقد دخلها التحريف كما دخل في أصل العقائد والعبادات.
والخطأ الآخر الذي وقع فيه الكثيرون ظنهم أن الله تعالى أنزل أديانًا مختلفة في عقائدها وتسميتها والحق هو أن الله تعالى أنزل على جميع رسله دينًا واحدًا يتفق في عقيدته وهي عبادة الله وحده
1 / 3
لا شريك له ويتفق في تسميته وهي الإسلام لله وحده لا شريك له فالله تعالى لم ينزل نوحيه وإبراهيميه ويعقوبيه وإسحاقيه ويوسفيه وعيسويه ومحمديه بل أنزل الإسلام لله تعالى ليبلغه الجميع لأن أسماء الأديان لا تنسب إلى مبلغيها إنما تنسب إلى منزلها وهو الله قال تعالى ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٣٠) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وواضح هنا وحدة العقيدة ووحدة اللقب ومعناه.
* هذه مقدمة إيضاحية كان لابد منها *
* وقد اتجهت في هذا الكتاب وجهة أخرى تختلف عما كتبته سابقًا في كتاب "محمد الرسول في التوراة والإنجيل" وكذلك "القرآن والنصرانية" حيث قد وصلتني رسائل ومؤلفات بعد نشر الكتابين تشير كلها إلى تأويلات وتبريرات بعيدة عن العقل والمنطق ويمكن أن تدخل في الجدل العقيم والذي يعني أن الإنسان قد اعتنق فكرة ما وإنه ليس على استعداد للتنازل عنها هذا إنه على استعداد لأن يطاوع كل شيء ويفلسفه لخدمة هذه الفكرة حتى وإن كان هذا الشيء في الواقع يهدمها ومن أمثلة ذلك تفسير الصلب بالتضحية وتفسير الخروف وسط العرش في رؤيا يوحنا بالفداء وتفسير الصفات البشرية التي ألصقت بالله تعالى بالتواضع!!! وهكذا وقد كنت أضحك عندما وصلتني رسالة تفسر التجسد ومصارعة الله تعالى ليعقوب بأن الله على كل شيء قدير!!! وهل تقبل العقول أن يكون من قدرة الخالق إن يقتله المخلوق!!؟؟
ولكل هذا اتجهت وجهة أخرى. وجهة الأرقام التي لا تقبل الجدل والحقائق العلمية التي لا تناقش والتواريخ التي لا تحتمل
1 / 4
التأويل وستجد بلغة الأرقام والحقائق العلمية والتواريخ أن الأسفار الحالية التي في أيدي اليهود والنصارى وقعت في خلط كبير وخطأ تاريخي ورقمي وعلمي فاحش لا يقبل الجدل ويقطع بأنها كتبت بأيدي تؤلف من عند نفسها ولا تحسن حتى التأليف والعجيب أن ينسب الخطأ في التواريخ وترتيب الوقائع والمخالفة الصارخة للكشف العلمي بنسب كل ذلك إلى الوحي.
* شاهد من أهلها *
* أصدر المجمع المسكوني للفاتيكان الثاني (١٩٦٢ - ١٩٦٥) وثيقة أتفق الجميع على نصها النهائي بعد ثلاث سنوات من المناقشات وفد قال الأسقف فيبر في مقدمته للوثيقة المسكونية الرابعة "حتى ينتهي هذا الوضع الأليم الذي هدد بتوريط المجمع" وقد جاء عن العهد القديم في هذه الوثيقة (الفصل الرابع ص ٥٣) بالنص:
* "بالنظر إلى الوضع الإنساني السابق على الخلاص الذي وضعه المسيح تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله ومن هو الإنسان بما لا يقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بها الله في عدله ورحمته مع الإنسان غير أن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان. مع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي"!!
* وهذا النص السابق جزء من تصريح أوسع طرح على المجمع المسكوني للتصويت عليه فأقر وأجيز بأغلبية ٢٣٤٤ صوتًا ضد ٦ أصوات!!
ومن المعلوم أن الكنيسة أخفت الكثير مما كتب عن المسيح تحت عبارة "الأناجيل المزورة" برغم أن هذه المؤلفات يحتفظ بها لأنها على حد قولهم "تتمتع بالتقدير العام" مثل رسالة برنابا وإنجيل توما حتى قال موريس بوكاي "وربما كان ما حذف مائة إنجيل" وبقيت الأناجيل الأربعة تحت قائمة "الكتب المعترف بها كنسيًا".
1 / 5
* أولًا: أسفار العهد القديم:
"العهد القديم المسمى التوراة"!!
كمقدمة يجب علينا أن نقر بأن الذين حرروا هذه الأسفار قد كتبوها في وقت كان فيه العالم يعيش في ظلام الجهل بالحقائق الكونية فلم يكن لدى أي إنسان في ذلك الوقت سوى قدر ضئيل جدًا من المعلومات عن الأرض والكون الذي يعيش فيه بل أكبر علماء الأرض في لذلك الوقت لم تكن لديهم حتى المعلومات المتوفرة الآن لدى طالب العلم في المراحل الأولية.
* بل وربما كان العالم في القرن العشرين يعيش في أحلام يرى أن تحقيقها ممكن ويعد العدة لذلك كالوصول إلى القمر والمشي على سطحه والاغتراف من تربته وصخوره ووضع أجهزة التصوير والإرسال فوقه فذلك حلم كان يرى إنسان القرن العشرين إمكان تحقيقه وظل في تجاربه الأولية للوصول إلى هذا الحلم الذي أصبح حقيقة.
أما وقت كتابة هذه الأسفار فالاكتشافات العلمية الحديثة كانت في أذهان الناس خيالًا يستحيل التحقيق بل حتى لم تدر بخيالهم إطلاقًا. فالذين سطروا أسفار العهد القديم والجديد لم يكن خيالهم يسمح بتصور سير الإنسان على القمر أو الخروج من منطقة جاذبية الأرض وما دار في أذهانهم اكتشاف كروية الأرض والحفريات التي تحدد التاريخ التقريبي لعمر الإنسان على الأرض والحضارات البائدة والعصور التي مرت بها الإنسانية في تطورها على وجه الأرض واصل الحياة ومنشؤها.
1 / 6
والغاز الكوني الذي تكونت منه الأجرام السماوية والرياح التي تحمل حبوب اللقاح في النبات من أعضاء التذكير إلى أعضاء التأنيث ولذلك سطروا هذه الأسفار وهم في غفلة عن كل هذا بل وهم في مأمن من أن تأتي هذه الاكتشافات العلمية الحديثة فتكشف زيف نسبة هذه الأسفار إلى الوحي وتقطع بأنها من تأليف البشر ومن وضع أشخاص مختلفين حتى إنهم تناقضوا فيما كتبوه.
والأمر يختلف بالنسبة للقرآن الكريم ففي الوقت الذي أنزل فيه لم يكن العلم قد وصل أيضًا إلى اكتشاف العلوم والمعارف الحديثة ولكن القرآن كشف كما وصل إليه الإنسان في القرن العشرين وعندما تلقى الناس الآيات القرآنية التي تحدثت عن الاكتشافات الحديثة وكان هذا التلقي في عصر التنزيل والأجيال اللاحقة له قبل هذه الاكتشافات كان للناس فهم آخر لهذه الآيات على قدر معلوماتهم والنص القرآني يعطي أيضًا مثل هذا الفهم ولكنه يسمح أيضًا بفهم آخر أوسع كلما تقدمت الإنسانية ودليل ذلك إنه لما نزل قول الله تعالى ﴿... وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ ١٢٥ الأنعام فهم منه في الجيل المعاصر والأجيال اللاحقة القريبة منه إن صدر الكافر يضيق عن قبول الحق ويشبه الذي يصعد الجبل فيعاني من المشقة وضيق الصدر وحرجه والفهم هنا صحيح أما في عصر الاكتشافات العلمية فيفهم من النص أن الإنسان عندما يصعد في السماء ويغادر منطقة الغلاف الجوي والجاذبية الأرضية يضيق صدره ويختنق وتنفجر شرايينه ويشعر بالحرج وينتهي به الأمر إلى الهلاك وهذه الآية القرآنية نخرج منه بثلاث نتائج:
أولًا: الافهام تختلف باختلاف الأجيال ومرور الزمن وكلها مع ذلك صحيحة ودائرة مع النص القرآني.
1 / 7
** ثانيا: النص القرآني لا يخاطب جيلًا بما فوق فهمه ووعيه وإدراكه وإلا فقد الغاية من تنزيله وهذا محال.
** ثالثًا: الإخبار بحقائق واكتشافات علمية ذكرت في القرآن قبل اكتشافها بعشرات القرون.
* ولذلك عندما يتكلم القرآن الكريم عن أصل الكون ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ...﴾ فصلت وهو ما يسمى بالغاز الكوني أصل الوجود ويتكلم عن انفصال الأرض عن الأجرام السماوية ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ ٣٠ الأنبياء.
فهذه الآيات القرآنية تقرر حقيقتين:
* الأولى: الأرض انفصلت عن الأجرام السماوية وقد أثبت العلم الحديث انفصالها عن الشمس.
الثانية: بعد هذا الانفصال لا تتحقق الحياة على أي جرم من الأجرام إلا بوجود الماء.
* وتأتي الآيات القرآنية فتقرر أن القمر لا وظيفة له إلا أن يتعلم الإنسان عدد السنين والحساب وإنه لا أثر للحياة فيه فيقول ﴿وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ ٥ يونس.
ويقول ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ ٣٩ يس والعرجون القديم لا أثر فيه للحياة ولا للماء.
* ويأتي الوصف العلمي الدقيق لكل من الشمس والقمر فيقول القرآن الكريم ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا﴾ ٥ يونس.
1 / 8
ويثبت العلم الحديث أن الجسم المضيء هو الذي ينبعث منه الضوء بذاته وأن الجسم المنير هو الذي يعكس الضوء الذي يأتيه من مصدر آخر والشمس جسم مضيء بذاته أما القمر فجسم مظلم يعكس ضوء الشمس.
والقرآن الكريم يذكر أيضًا محاولات الإنسان للخروج من أقطار السموات والأرض الفضاء وإنه سينجح في ذلك بسلطان من الله تعالى وإن الإنسان سيتعرض في رحلته في الفضاء لألسنة من الشهب والنار ولذلك أعد الجسم الخارجي لمركبات الفضاء بحيث تتحمل هذه القذائف النارية ودرجات الحرارة العالية جدًا فيقول القرآن الكريم:
﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ ٣٣ الرحمن.
* ثم تكلم عما يحدث في أعماق الفضاء والأرض فقال ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾ ٣٥ الرحمن وليس معنى هذا أن الإنسان لن يصل لأن الله تعالى هو الذي يرسل الصواعق وهو الذي علم الإنسان أن يقيم مانعة الصواعق. ألا يعني ذلك أن الإنسان سيصل إلى منطقة في الفضاء يرسل على مركباته فيها شواظ من نار وشهب؟
ويتكلم القرآن عن كروية الأرض فيقول ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ﴾ ٥ الزمر ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان الجسم الذي يدور عليه الليل والنهار كرويًا.
* أما دوران الأرض فيتكلم عنه القرآن ويقول ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ والجسم لا يحتاج إلى الرواسي تثبت
1 / 9
حركته ألا إذا كان يتحرك ويدور ولولا الجبال لاضطربت الأرض في دورانها واهتزت.
* ويتكلم القرآن عن دور الرياح في التلقيح الذاتي فيقول ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ...﴾ ٢٢ الحجر. بالإضافة إلى دورها في تلقيح السحاب.
* وغير ذلك في القرآن كثير ولو استطاع كل علماء الأرض في كافة صنوف المعرفة في زمن التنزيل أن يجتمعوا في مكان واحد ليضعوا كتابًا يتحدث عن هذه النظريات العلمية ما استطاعوا ومن أجل هذا فإن القرآن دائمًا يحض على العلم والمعرفة ويدعو إلى العقل والفكر والبحث لأن ذلك يدعو إلى تثبيت الإيمان به.
* ولنذكر كم من علماء الفلك والطبيعة حكمت عليهم الكنيسة بالسجن والنفي والإعدام ثم أصبحت نظرياتهم تدرس فيما بعد لأن العلم والمعرفة يكشفان حقيقة الأسفار المقدسة!!!
* وقد حاول البعض أن يواجه القرآن الكريم بالكشوف العلمية لينال مما في القرآن من نظريات علمية فارتد خائبًا. قالوا لقد ثبت أن الشمس لا تنتقل من مكانها وأن الأرض هي التي تدور حول الشمس وحول نفسها ومن هنا يحدث تعاقب الليل والنهار والفصول وبرغم ثبوت عدم تحرك الشمس القرآن يقول:
﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ .
ونقول لقد ثبت علميًا أن الشمس تدور حول نفسها بسرعة رهيبة وهي التي عبر عنها القرآن بكلمة ﴿تَجْرِي﴾ في أكثر من آية ﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى﴾ ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ .
وثبت علميًا أن الشمس يحدث فيها تحويل ذرات الهيدروجين إلى ذرات هليوم وعملية التحول هذه ليست لا نهائية لابد إنه ستأتي
1 / 10
فترة زمنية ينتهي فيها هذا التحول وعند ذلك ينتهي الضياء وترتفع كثافتها بشدة وتتحول عن مكانها إلى ما يسمى في علم الفلك (مستقر الشمس) وقد بين القرآن الكريم انتهاء ضوء الشمس فقال ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ .
"فلا يمكن للاكتشافات العلمية الحديثة أن تفعل بالقرآن الكريم ما فعلته مع الأسفار اليهودية النصرانية لسبب بسيط هو أن الإنسان في اكتشافاته العلمية يكتشف صنع الله والقرآن كلام الله وتنزيله فمن المحال أن يحدث التعارض وذلك بخلاف الأسفار التي خطبها الإنسان بيده ثم أراد زورًا أن ينسبها إلى الوحي.
* بعد هذه النبذة عن الجانب العلمي في القرآن الكريم نتحدث عن السقطات العلمية في أسفار العهد القديم وما نورده مجرد أمثلة فقط وليس إحصاء لكل شيء.
** أولًا: في سفر التكوين الإصحاح الأول العدد من "١ إلى ٣١" يتحدث عن تكوين السموات والأرض والبحار والليل والنهار والشمس والنبات وإذا به يقع في خطأ علمي عظيم فادح في العدد من ٣ - ٥ يذكر أن الليل والنهار تكونا في اليوم الأول " ... ودعا الله النور نهارًا والظلمات ليلًا وكان مساء وكان صباح اليوم الأول" وفي اليوم الثالث يظهر العالم النباتي الذي يتكاثر من جنسه في العدد من ٩ - ١٣ " ... لتنبت الأرض خضرة عشبًا يحمل بذرًا كجنسه وشجرًا يعطي ثمرًا من جنسه وبرًا ورأى الله ذلك إنه حسن وكان مساء وكان صباح اليوم الثالث".
ويأتي العدد من ١٤ - ١٩ فيتحدث أن الله تعالى عمل المنيرين العظيمين الشمس والقمر " ... وتكون علامات للأعياد كما للأيام والسنين ... وكان مساء وكان نهار اليوم الرابع".
والمخالفات العلمية الخطيرة والتي تثبت أن كاتب هذه الأسفار لا شك كان كغيره تمامًا وقت كتابتها يجهل ما سينتهي إليه الكشف العلمي الحديث، هذه المخالفات العلمية تنحصر في الآتي:
1 / 11
١- ذكر أن الأرض خلقت أولًا ثم خلقت الشمس والقمر في اليوم الرابع!!! ومعلوم فلكيًا أن الأرض والقمر قد انفصلا عن نجمهما الأصلي وهو الشمس ويمكن أن نقول أن الأرض من ثمار الشمس فكيف تتكون الثمرة أولًا وتخرج إلى الوجود ثم تظهر بعد ذلك شجرتها!!؟؟
٢- ذكر العدد من ١٤ - ١٩ أن الله خلق الشمس والقمر في اليوم الرابع لتكون علامات الأعياد والأيام والسنين!! بينما ذكر قبل ظهور الشمس وخلقها كعلامة للأيام مساء وصباح اليوم الأول والثاني والثالث فكيف ظهرت هذه الأيام بمسائها وصباحها قبل ظهور الشمس التي هي علامة الأيام والصباح والمساء!!؟؟ أين التعليل العلمي لذلك؟
* ٣- ذكر في نفس السفر "التكوين" الإصحاح الأول أن الله خلق الليل والنهار في اليوم الأول وظهر الليل والنهار بالفعل على الأرض ثم ذكر أن الله خلق الشمس في اليوم الرابع!! وثابت علميًا أن تحقق الليل والنهار لا يكون إلا بدوران الأرض حول نفسها أمام ضوء الشمس فكيف يتكون الليل والنهار في اليوم الأول قبل وجود السبب وهو الشمس التي ذكر إنها خلقت في اليوم الرابع!!؟؟
*٤- وكما وقع كتاب أسفار العهد القديم في خطأ فلكي وجغرافي وقعوا في خطأ علمي آخر هو علم النبات لقد كتبوا في العدد من ٩ - ١٣ أن النبات تكاثر والشجر أثمر وكذلك العشب وكان ذلك في البوم الثالث وكل ذلك حدث " ... وكان مساء وكان صباح اليوم الثالث"!! فكيف يكثر النبات ويثمر الشجر في يوم وليلة!!؟؟؟
وفي العدد من ١٤ - ١٩ يذكر أن الله خلق الشمس في اليوم الرابع!!! فكيف تكاثر النبات وخرجت الثمار والأعشاب قبل خلق وظهور الشمس التي بدونها لا يحدث هذا الإنبات والتكاثر!!؟؟ يبدو أن كاتبي الأسفار أخطأوا في ترتيب الأيام!!
1 / 12
* ويضاف إلى هذا أن سفر التكوين يشير إلى أن الحيوانات الأرضية خلقت في اليوم السادس بعد خلق الطيور في اليوم الخامس والعجيب أن ذلك يخالف ما يقوله علماؤهم ويدرسونه عن نظرية النشوء والارتقاء.
* وهكذا يتدرج كاتبوا الأسفار في بيان ما حدث حتى يصلوا إلى خلق الإنسان في اليوم السادس وبعد هذه الأيام الستة التي وصفت بمساء وصباح يأتي اليوم السابع فتقول الأسفار "وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله للخلق"!!
* ومعنى هذا في نظر كتاب الأسفار أن عملية الخلق والإنشاء قد انتهت وإن صفة الله تعالى كخالق انتهى مفعولها!! وهكذا حكايات وأساطير أبعد ما تكون عن الحق والحقيقة وحتى عن أبسط قواعد العلم وكما قال موريس بوكاي "بناء خيالي مبتكر كان يهدف إلى شيء آخر غير التعريف بالحقيقة".
ثانيًا: أخطاء في تاريخ ظهور آدم وإبراهيم على الأرض:
* يذكر سفر التكوين في الإصحاحات ٤، ٥، ١١، ٢١، ٢٥ أرقامًا دقيقة لا تحتمل التأويل عنة تاريخ ميلاد سلسلة النسب التي تبدأ من آدم إلى إبراهيم ويعطي لكل حلقة من الحلقات بدايتها ونهايتها وجعل مبدأ هذا التقويم ظهور آدم على الأرض فيقول مثلًا أن شيت بن آدم ولد بعد ١٣٠ سنة من خلق آدم ومدة عمره ٩١٢ سنة ومعنى هذا إنه مات بعد ١٠٤٢ سنة من تاريخ خلق آدم ويتدرج سفر التكوين في ذكر كل الحلقات هكذا مارا بنوح حتى وصل إلى إبراهيم وبالأرقام نعرف من سفر التكوين أن إبراهيم ولد بعد خلق آدم بـ ١٩٤٨ سنة ومدة عمرة ١٧٥ سنة فيكون قد مات بعد
1 / 13
٢١٢٣ سنة من تاريخ خلق آدم وقد ذكر سفر التكوين إصحاح ١٢ أن إبراهيم دخل إلى مصر وأخذ امرأته إلى بيت فرعون وواضح من هذا أن إبراهيم كان معاصرًا للتاريخ الفرعوني في مصر.!!!
* فإذا أضفنا إلى المدة المستنتجة من سفر التكوين عن ظهور إبراهيم من تاريخ خلق آدم السلسلة التي أضافها متى في إنجيله من تاريخ إبراهيم حتى تاريخ ظهور المسيح لخرجنا تطبيقًا للغة الأرقام بالنتائج الآتية:
**١- المدة من ظهور آدم إلى ظهور إبراهيم تقدر بعشرين قرنًا تقريبًا.
**٢- المدة من ظهور آدم حتى ظهور المسيح تقدر بحوالي ثمانية وثلاثين قرنًا تقريبًا أي أن آدم ظهر قبل المسيح بثمانية وثلاثين قرنًا وذلك مأخوذ من التواريخ التي حددها سفر التكوين مضافًا إليها حلقات السلسلة التي ذكرها متى في إنجيله.
ولا شك أن الاكتشافات العلمية الحديثة تقطع بعدم صحة هذه المعلومات التي أوردها سفر التكوين فقد اكتشفت حضارات وحفريات وجماجم قدر عمرها بعشرات الآلاف من السنين بل هناك حضارات مصرية قديمة سابقة على عصر الفراعنة المعاصرين لإبراهيم بآلاف السنين وتقطع بأنها كانت موجودة قبل الفترة الزمنية التي حددها سفر التكوين لظهور إبراهيم بعد آدم بل هناك عصور اكتشفت موغلة في القدم كالعصر البدائي والعصر الحجري وغيره وكل ذلك يقطع بأن كل ما ورد في سفر التكوين عن تواريخ الميلاد والأعمار في حلقات السلسلة من آدم إلى إبراهيم ضرب من الخيال ومن صنع مؤلف لا يدرس شيئًا عن علم الأجناس وظهورها على الأرض.
1 / 14
** والعجيب هنا أن الخطأ ليس تقريبًا بل هم خطأ فاحش. خطأ فاحش أن يقول سفر التكوين بميلاد إبراهيم بعد ١٩٤٨ من ظهور آدم وخلقه ثم تبين وجود أجناس بشرية وعلامات لجماعات إنسانية ظهرت قبل هذا التاريخ بعشرات الآلاف من السنين والعجيب أيضًا أن هذه المعلومات عن الأجناس البشرية تدرس كحقائق علمية جغرافية في بلاد مازالت تؤمن بصحة أسفار العهد القديم.
** ويضاف إلى ذلك إنه حدث اختلاف بالنسبة لمدة طوفان نوح ذكرت مرة أربعين يومًا ومرة ذكرت مائة وخمسين يومًا ويذكر سفر التكوين أن عمر نوح وقت الطوفان كان ٦٠٠ سنة وباستخدام الأرقام الموجودة في سفر التكوين عن ميلاد نوح من تاريخ خلق آدم وهو ١٠٥٦ سنة يكون الطوفان قد حدث بعد ١٦٥٦ سنة من خلق آدم وقبل ٢٩٢ من ميلاد إبراهيم وباستخدام التواريخ يكون الطوفان قد حدث قبل الميلاد بعشرين أو واحد وعشرين قرنًا.
والمكتشفات الحديثة تنزع من نصوص أسفار العهد القديم كل معقولية ففي ذلك الوقت قامت حضارات وجماعات إنسانية برغم أن الأسفار تقول أن الطوفان غطى الأرض كلها وأعدم الحياة.
مطلوب منا الآن أن نصدق طبقًا لأرقام المواليد والأعمار الواردة في سفر التكوين أن الحضارات الإنسانية وظهور الأجناس البشرية كان قبل ظهور آدم بآلاف السنين!!
وهل يطلب منا بعد ذلك أن نصدق أن الله تعالى أنزل هذه النصوص وما تحتويه من تناقضات صارخة!!؟؟ لقد طال الجدل وكثرت السفسطة في تبرير التجسد والصلب والفداء وما إلى ذلك نرى هل تواجه الحقائق الثابتة بالأرقام بمثل ذلك!!!؟؟؟ وهناك
1 / 15
أخطاء أخرى جانبية منها على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في سفر التكوين من أن إبراهيم كان ابن ست وثمانين سنة لما ولد ابنه إسماعيل وكان ابن مائة سنة لما ولد ابنه إسحق وجاء بالنص في سفر التكوين إصحاح ١٧ عدد ١٨ - ٢٠ "وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش أمامك فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابنًا وتدعو اسمه إسحق وأقيم عهدي معه عهدًا أبديًا لنسله من بعده وأما إسماعيل فقد سمعت له فيه" ويذكر نفس السفر أن إبراهيم جاءه الأمر من الله "أذبح ابنك وحيدك إسحق" ويتكرر وصف إسحق بأنه وحيد إبراهيم "ولم تمسك ابنك وحيدك" ووجه التناقض هنا يقع في أمرين:
الأول: الابن الذي يمكن أن يوصف بأنه وحيد هو إسماعيل الذي ولد لإبراهيم وهو ابن ست وثمانين سنة ولا يمكن أن يكون إسحق الذي ولد لإبراهيم وهو ابن مائة سنة.
* الثاني: يذكر السفر أن الله تعالى قال لإبراهيم "سارة امرأتك تلك لك أبنًا وتدعو اسمه إسحق وأقيم عهدي معه عهدًا أبديًا لنسله من بعده" والأمر الذي يخرج عن المعقولية أن يبشر الله إبراهيم بإسحق وإنه سيقيم عهده مع إسحق عهدًا أبديًا لنسله من بعده وكيف مع هذه البشارة يذكر السفر أن الله تعالى يأمر إبراهيم بذبح إسحق ولو على سبيل التجربة!!؟؟ نحن أمام أمرين لا ثالث لهما إما أن هذا الكلام كتبته أيدي لا تحسن حتى التلفيق وتأتي بالمتناقضات وإما أن الله تعالى بعد أن بشر إبراهيم بولادة إسحق وإنه سيجعل عهده الأبدي مع نسل إسحق من بعده بعد أن برشه بذلك ينقض هذا العهد ويأمره بذبحه على سبيل التجربة وهو يعلم إنه سيكون منه نسل!!
1 / 16
وهذا السفر ينسب إلى الله إنه رجع في عهده وليس ذلك كلام الله. وإبراهيم وهو يمسك بالسكين ويتقدم لذبح إسحق كما تقول التوراة (أسفار العهد القديم) ألم يتذكر وعد الله له بأن يقيم عهده مع إسحق عهدًا أبديًا من بعده!!؟؟ وكيف يكون هناك أمر بذبح الغلام إسحق ويأتي قبل أمر الذبح بشرى وعهد من الله بأن يكون له نسل يتلقى عهدًا أبديًا!!؟؟
* لقد جاء القرآن مصححًا لهذه المتناقضات فبين أن الأمر جاء إلى إبراهيم بذبح إسماعيل ولم يبشر قبل الأمر بذبحه بأنه سيكون نبيًا إنما قال تعالى ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا﴾ وجاءت البشرى لإسماعيل بالنبوة بعد الابتلاء بالذبح والفدية.
وأشياء كثيرة أخرى عدم معقوليتها ليس مجالًا للجدل والسفسطة فسفر التثنية (إصحاح ٣١ عدد ٩ يقول "وكتب موسى هذه التوراة" فهل يعقل بعد ذلك أ، يكتب موسى في التوراة قصة موته بالكامل والأحداث المعاصرة والملاحقة لموته كما جاء في الإصحاح ٣٤ من نفس السفر في العدد من ٥ إلى ١٢.
ويأتي سفر التكوين أيضًا (إصحاح ٦ عدد ٣) فيذكر أن الله قرر قبل الطوفان بقليل أن يحدد عمر الإنسان بمائة وعشرين سنة "و... وتكون أيامه مائة وعشرين سنة" ومع ذلك يلاحظ في نفس السفر (إصحاح ١١ عدد ١٠ إلى ٣٢) أن حياة إنسان نوح العشرة قد دامت من ١٤٨ إلى ٦٠٠ سنة!!
يقول موريس بوكاي "وعلى سبيل المثال فإننا نجهل التاريخ التقريبي لظهور الإنسان على الأرض غير إنه قد اكتشفت آثاره لأعمال بشرية نستطيع وضع تاريخها فيما قبل الألف العاشرة من التاريخ المسيحي دون أن يكون هناك أي مكان للشك وعليه فإننا لا نستطيع علميًا قبول صحة نص سفر التكوين الذي يعطي أنسابًا وتواريخ
1 / 17
تحدد أصل خلق آدم بحوالي ٣٧ قرنًا قبل المسيح وربما استطاع العلم في المستقبل أن يحدد لذلك تواريخ فوق تقديراتنا الحالية غير إننا نستطيع أن نطمئن إلى إنه لا يمكن أبدًا إثبات أ، الإنسان قد ظهر على الأرض منذ ٥٧٣٦ سنة كما يقول التاريخ العبري ١٩٧٥ وبناء على ذلك فإن معطيات التوراة الخاصة بقدم الإنسان غير صحيحة" ويقصد المؤلف بالتوراة أسفار العهد القديم أو التوراة بعد أن دخل عليها التحريف وإلا فإن التوراة التي أنزلها الله على موسى كتاب حق وصدق وهذه الاختلافات الواردة في الأسفار هي التي قال عنها الله تعالى ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ .
1 / 18
* ثانيًا: أسفار العهد الجديد:
* فيما يتعلق بنسب المسيح *
* المسلم به أن المسيح ليس له أب وبالتالي فسلسلة النسب من هذه الجهة مقطوعة والنسب الوحيد الذي يمكن أن يذكر له هو النسب من جهة الأم ولذلك يقول عنه القرآن دائمًا ﴿الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ﴾
* وحتى تكون هذه الآية الكبرى فوق مستوى الشك والشبهات فالمعقول ألا يكون لمريم رجل يعيش وينتقل معها ومع ذلك يتطوع متى في إنجيله فيقول في مقدمته " ... ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها عيسى الذي يدعى المسيح" أما لوقا فقد سلك في إنجيله مسلكًا آخر فقال "ولما ابتدأ عيسى كان له نحو ثلاثين سنة وهو كان على ما يظن ابن يوسف بن هالي ...
فالأول يقطع بأن المسيح ابن يوسف رجل مريم ويوسف عنده ابن يعقوب والثاني يجعل ذلك موضع الظن فيقول "على ما يظن ابن يوسف بن هالي" ويذكر متى أن ملاك الرب قال ليوسف "يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك"
1 / 19
والأعجب من ذلك أن يربط متى يوسف الذي قال عنه رجل مريم يا إبراهيم بسلسلة متعددة الحلقات وما قيمة شجرة النسب هذه طالما أن الصلة بين المسيح وبين المدعو يوسف رجل مريم مقطوعة!!!؟؟؟
أما لوقا فقد تمادى وتوغل في حلقات هذه السلسلة حتى ربطها بآدم الإنسان الأول على الأرض (لوقا ٣، ٢٣ - ٢٨) . ما الذي يدعو إلى البحث عن هذه السلسلة الموغلة في القدم طالما أن صلتها بالمسيح الذي لا أب له مقطوعة!!!؟؟؟ كان يمكن لهذه السلسلة أن تكون أقرب إلى المعقولية لو أنها كانت من ناحية مريم أم المسيح.
ولو عقدنا مقارنة بين كل السلسلتين المذكورتين في إنجيل متى وإنجيل لوقا لخرجنا بالنتائج الآتية:
**١- ذكر لوقا في سلسلته التي وصلها بآدم أسماء لا وجود لها في السلسلة التي ذكرها العهد القديم لأولاد آدم المتعاقبين مثال ذلك "قينان" ذكره لوقا بين "أرفكشاد" و"شالح" بينما العهد القديم يقول أرفكشاد ولد شالح أما باقي السلسلة فقد نقلها متى حرفيًا كما في العهد القديم.
**٢- اختلافات فظيعة في الأسماء بين سلسلة متى وسلسلة لوقا ويمكنك أن تتبين ذلك بوضوح عند مقارنة الأسماء التي ذكرها متى من إبراهيم إلى يوسف المدعو رجل مريم بما ذكره لوقا عند الربط بين إبراهيم ويوسف هذا!
**٣- ذكر متى في إنجيله أربعين حلقة في سلسلة النسب التي تربط بين إبراهيم وبين يوسف المدعو رجل مريم بينما ذكر لوقا في إنجيله ٥٦ حلقة بين إبراهيم ويوسف هذا فهناك ١٦
1 / 20