وإذن فلقد كان جون هو هدفهم الذي كانوا جميعا يقصدون، ولما كان لا يمكن أن يرى إلا عن طريق برنارد ولي أمره المفوض، فقد وجد برنارد أنه لأول مرة في حياته، لا يعامل معاملة عادية فحسب، ولكنه يعامل كشخص ذي أهمية بارزة، فلم يعد أحد يذكر الكحول في دمه، ولم يعد أحد يسخر من مظهره الشخصي، وأصبح هنري فستر - على غير عادته - يتودد إليه، وقدم له بنتو هوفر هدية من ست لفافات من لبان الهرمونات الجنسية، وأتاه مساعد مدير المصائر وتطفل عليه بشكل زري، يطلب عودته إلى إحدى حفلات برنارد المسائية، أما عند النساء فلم يكن على جون إلا أن يشير إشارة طفيفة إلى إمكان دعوتهن، فيظفر بمن يحب.
وصرحت فاني وهي تشعر بشعور الظافر: «إن برنارد قد دعاني إلى لقاء الهمجي يوم الأربعاء المقبل.»
فقالت ليننا: «إني جد مسرورة، ولعلك تعترفين الآن أنك كنت مخطئة في تقدير برنارد، ألا ترينه عذبا حقا؟»
فأومأت فاني برأسها، وقالت: «ولا بد أن أقر أني دهشت جدا وسررت.»
وتودد إلى برنارد عدد لا يحصى من الوجهاء - منهم رئيس القوارير ومدير المصائر، وثلاثة من وكلاء مساعدي الملقحين العامين، وأستاذ الصور المحسة في كلية هندسة العواطف، وعميد معهد الغناء الجمعي بوستمنستر، ومراقب عمليات بوكانوفسكي.
وأسر إلى هلمهلتز واطسن قائلا: «وكان عندي ست بنات في الأسبوع الماضي: واحدة يوم الاثنين، واثنتان يوم الثلاثاء، واثنتان أخريان يوم الجمعة، وواحدة يوم السبت، ولو توفر لي الوقت أو لو كان لدي الميل، لظفرت على الأقل باثنتي عشرة بنتا غير هؤلاء كن يتحرقن شوقا ...»
وأصغى هلمهلتز إلى مفاخرته في صمت يدل على عدم الرضا والاكتئاب؛ مما جعل برنارد يستشعر منه الإساءة.
فقال: «أنت حسود.»
فهز هلمهلتز رأسه وأجاب بقوله: «إني حزين، وهذا كل ما في الأمر.»
وانصرف برنارد حانقا، وصمم في نفسه ألا يكلم هلمهلتز مرة أخرى.
Bog aan la aqoon