قال مصطفى مند: «إن الأوامر الضرورية ترسل في هذه اللحظة إلى حارس منطقة المتوحشين، فتوجه لتوك إلى مكتب الحارس، ورافقتك السلامة يا مستر ماركس.»
وساد الصمت برهة، ثم علق برنارد السماعة، وأسرع إلى السطح.
وقال للزنجي الأخضر «د»: «إلى مكتب الحارس.»
وفي الساعة العاشرة والدقيقة الرابعة والخمسين كان يصافح الحارس.
وبصوت مجلجل يدل على الإكرام قال الحارس: «إني جد مسرور يا مستر ماركس، لقد تسلمنا منذ لحظة أوامر خاصة ...»
فقاطعه برنارد قائلا: «أعرف ذلك، إذ كنت أتحدث إلى سيادته تلفونيا منذ لحظة.» وقد تكلم بنغمة مملة، تدل على أنه اعتاد الحديث إلى سيادته في كل يوم من أيام الأسبوع، ثم خر في أحد المقاعد، وقال للحارس مؤكدا: «هل تتكرم باتخاذ الخطوات الضرورية بأقصى ما تستطيع من سرعة؟» وكان في مرح شديد.
وفي الساعة الحادية عشرة والدقيقة الثالثة، كانت الأوراق الضرورية كلها في جيبه.
وصحبه الحارس حتى أبواب المصعد، وهناك ودعه بعطف شديد.
ثم قصد الفندق، واستحم، وتدلك بالآلة المذبذبة المفرغة، وحلق بالكهرباء، واستمع إلى أنباء الصباح تذاع بالراديو، وشاهد صور التلفزيون نحوا من نصف ساعة، ثم تناول غداء خفيفا وهو خالي البال، وفي منتصف الساعة الثالثة عاد مع الزنجي طائرا إلى مالبي.
وكان الشاب واقفا خارج الاستراحة.
Bog aan la aqoon