6 × 24، بل ما يقرب من 6 × 36، فاستولى القلق على برنارد وشحب وجهه وارتجف، ولكن جلجلة الحارس استمرت بغير انقطاع. - «ما يقرب من ستين ألف هندي ومولد ... في منتهى التوحش ... ومفتشونا بين الفينة والفينة يزورون ... وإلا انقطعت كل صلة لهم بالعالم المتمدن ... لا يزالون يحتفظون بعاداتهم وطبائعهم المنفرة ... الزواج، إن كنت تفهمين ما أعني يا آنستي العزيزة، والعائلات ... وعدم التكييف ... والخرافات الشنيعة ... والمسيحية والطوطمية
1
وعبادة الأسلاف ... واللغات البائدة مثل لغة زوني والأسبانية والأثباسكانية ... والسبع الجبلي والقنافد والحيوانات المفترسة الأخرى ... والأمراض المعدية ... والقسس ... والسحليات السامة ...» - «لا تقل ذلك!»
وانصرفا أخيرا! فأسرع برنارد إلى التليفون، ولكنه استغرق ما يقرب من خمس دقائق حتى استطاع أن يتصل بهلمهلتز واطسن، وشكا قائلا: «ربما كنا الآن بين المتوحشين بالفعل، ألا قاتل الله العجز!»
واقترحت عليه ليننا أن يتناول جراما.
ولكنه رفض وآثر أن يبقى غاضبا، وأخيرا حمد فورد؛ لأنه استطاع أن يتصل بهلمهلتز فشرح له ما حدث، ووعده هلمهلتز أن يذهب رأسا إلى الصنبور فيغلقه، ولكنه انتهز هذه الفرصة، وبلغه ما قاله المدير علنا مساء الأمس.
فقال برنارد في صوت ينم عن الألم: «ماذا؟ لعله يبحث عن أحد يحله محلي، وهل انتهى الأمر على ذلك؟ هل ذكر أيسلنده؟ تقول إله؟ يا لله! أيسلنده ...» ثم علق السماعة والتفت إلى ليننا، وكان وجهه شاحبا وعلى وجهه سيما الحزن الشديد.
فسألته: «ما الأمر؟»
وأجابها: «الأمر أنني سوف أبعث إلى أيسلنده.» ثم خر على أحد المقاعد متثاقلا.
ولطالما تعجب في الماضي ماذا يكون إحساس المرء، إذا أصابته محنة أو ألم أو تعرض لاضطهاد (وهو لا يتناول السوما، ولا يعتمد إلا على موارده الباطنية)، بل لقد كان يود لو أصابته إحدى الملمات، ومنذ أسبوع واحد فقط، وهو في مكتب المدير، تخيل أنه سوف يقاوم بشجاعة، وسوف يتقبل المصيبة هادئا دون أن يتفوه بكلمة واحدة، وقد جعله تهديد المدير يحس بعلو النفس فعلا، ويشعر كأنه أعظم من الحياة نفسها، ولكنه أدرك الآن أنه إنما أحس بذلك؛ لأنه لم يتلق التهديد جادا، ولم يعتقد أن المدير سوف يبرم أمرا عندما يتحرج الموقف، والآن حينما أدرك برنارد أن المدير سوف ينجز بالفعل ما هدد به من قبل أصابه ذعر شديد، ولم تبق بنفسه بارقة من ذلك الهدوء الذي كان يتخيله أو تلك الشجاعة النظرية.
Bog aan la aqoon