Caalamka Saddexda iyo Xayndaabyada
عالم السدود والقيود
Noocyada
فبعد أن يفرغ جعبته من الشتم والتعيير في بعض الأيام يسكت كمن يفكر ويتدبر ثم يقول: من أنت يأيها الحقير! إنني أمحقك ... إنني أسحقك ... إنني قد ضربت الدكتور فلانا وهو طول وعرض وقامة وهامة، وأخذت فيه أربعة أشهر. فأنا أقتلك وأنت «شبر نكد» ولا آخذ فيك أكثر من أسبوعين، ويشاور القاضي عقله بعد خروجي من المحكمة!
ولو اعتمد المشترعون مذهب نقيب في تقدير الجرائم والعقوبات لاستغنوا بمتر في كل محكمة عن كل هذه الأسفار والمجلدات، وكل هؤلاء المفسرين والشراح. •••
وتسمع في هدأة الليل لغطا وحركة، وتسمع الحارس يقول: من هذا؟ وأولى به أن يسأل: من هؤلاء؟
نعم من هؤلاء أولى؛ لأنك تسمع غناء عبده الحمولي، وتقريظ الحاشية حوله، وهتاف السامعين وضجة الطفيليين الراغبين في دخول الفرح وغشيان السامر ، وما هم من المدعوين إليه.
وكل هؤلاء هم «نقيب» وحده بلا مساعد ولا معين؛ لأن «نقيبا» كما ينبغي أن تعلم يحسن «التقليد والمحاكاة» بعض الإحسان، ويهوى الغناء من قديم، ولا يعجبه غناء بعد عبده الحمولي ومحمد عثمان، ويضاف إليهما يوسف المنيلاوي، مع التحفظ والعطف وزم الشفتين!
وتسأله كل مرة يتحدث فيها عن مجالس الطرب القديم في عهد إسماعيل: كم عمرك؟ فيصر في كل مرة على أنه لم يتجاوز الأربعين!
مع كل هذا الجنون عاقل!
أو مع ما فيه من العقل مجنون! •••
وإذا تكلم نقيب فليس من يلجئه إلى السكوت، وإذا سكت فليس من يلجئه إلى الكلام.
ولكن الخبثاء من سجناء المحاكم المختلطة - وأكثرهم تجار لبقون - يعرفون كيف يخرجونه من الصمت العنيد إذا احتاجوا إلى مناوشاته، وعربداته، وأغانيه، وهم أحوج ما يكونون إليها في غياب المسارح والسهرات.
Bog aan la aqoon